كيف يمكنني الشفاء من الوسواس القهري؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من الدكتور محمد عبدالعليم الرد على سؤالي:
أنا أعاني من وساوس الموت والمرض، وأشعر دائما بألم في الصدر والظهر، وأشعر دائما بإرهاق وتعب دائم في الجسم وضيق في النفس، وأخاف دائما من كل شيء، ولم أعد أستمتع بما كنت أستمتع به، ثم استخدمت عقار الدوجماتيل بمعدل 100 ملجم بعد أن قرأت عنه هنا.

ذهبت لطبيب نفسي أمس، ونصحني بأخذ دواء الأنافرانيل 25 مع الدوجماتيل، فأخذت منه قرصا ليلا مع الدوجماتيل، ثم استيقظت لصلاة الفجر فشعرت بحرارة عالية ودوار شديد وشعور بالإغماء وضربات قلب شديدة لمدة نصف ساعة، ثم بعد ذلك شعرت بتحسن، ما عدا أني أضغط على أسناني، ولا أعرف هل أكمل على نفس الدواء، أم أن هذه آثار جانبية شديدة ويجب تجنبه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.

عقار (أنفرانيل) الذي أضافه لك الطبيب هو من مضادات الاكتئاب الجيدة جدا، كما أنه أول دواء يثبت فعاليته لعلاج الوساوس القهرية. الجرعة التي وصفها لك الطبيب ونصحك بها هي الجرعة التمهيدية، هي الجرعة التي نبدأ بها، وبعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة حتى مائة مليجرام ليلا، أو تقسم نصفين، نصفها صباحا ونصفها الآخر مساء، لا بأس في ذلك أبدا.

ما حدث لك من شعور بالحرارة والدوار الشديد والشعور بالإغماء وضربات القلب: هذا ربما لأنك قد أخذت الدواء في وقت متأخر من الليل، أو قد يكون أثرا عاديا وطبيعيا لهذا الدواء.

عادة قد يسبب دوارا بسيطا لبعض الناس، لكن ضربات القلب المتسارعة هذه ليست من السمات المعروفة مع الأنفرانيل، وأحد آثاره الجانبية أيضا أنه قد يسبب جفافا بسيطا في الحلق أو الثقل في العينين، وربما الإمساك، هذه الأعراض الجانبية قد تحدث وقد لا تحدث، وغالبا لصغار السن من أمثالك لا تحدث.

فيا أخي الكريم: اصبر على الأنفرانيل، وسوف تجد منه نفعا كبيرا -إن شاء الله تعالى-، ويمكن بعد أسبوعين مثلا أن ترفع الجرعة وتجعلها خمسين مليجراما، أو حسب إرشاد الطبيب لك.

طبعا هنالك أدوية أخرى قد تكون قليلة الآثار الجانبية إذا قارنها بالأنفرانيل، ومنها عقار (سبرالكس) مثلا، أو عقار (لوسترال)، لكن لا تنتقل لأي من هذه الأدوية، لأن الأنفرانيل أيضا دواء ذو فائدة عظيمة جدا، أضف إلى ذلك أنه من المفترض أن يكون زهيد الثمن وغير مكلف.

الدوجماتيل: لا تتناول المائة مليجرام كجرعة واحدة، تناول خمسين مليجراما في الصباح ومثلها في المساء.

بالنسبة للمخاوف والوساوس حول الموت: أنا متأكد أن قناعاتك راسخة ومطلقة في أن الإنسان إذا جاء أجله لا يؤخر أجله ساعة ولا يستقدم ساعة، لذا نقول للناس: يجب ألا يكون هنالك خوفا من الموت خوفا مرضيا، الإنسان يخاف ويوسوس حول الموت، وفي ذات الوقت هو مدرك أن خوفه هذا لن يزيد من عمره ولن يقصر في عمره، والإنسان من المفترض أن يتحلى بالتوكل، ويحرص على الأذكار، ويسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يبارك له في عمره في عمل الصالحات، وأن يختم له بالباقيات الصالحات، وكما ذكرت لك الموت حقيقة راسخة ولا أحد يغير من أمره أو من أجله.

هنالك ما نسميه بالخوف المحمود من الموت أو الخوف المطلوب، وهو الخوف الذي ينبه الإنسان ألا ينغمس في الذنوب ثم يأتيه الموت في غفلة منه وفجأة عليه، بمعنى أن الإنسان يجب أن يحسن عمله، ويحرص في عباداته، وأن يعامل الناس بخلق حسن، ويرجع ويتوب إلى الله تعالى من كل ذنب، في هذه الحالة يكون الخوف من الموت قد نبه الإنسان لتصحيح مساره، وهذا قطعا خوفا محمودا.

عموما أخي: -إن شاء الله- سوف تتحسن كثيرا، احرص على التفاعل الاجتماعي الإيجابي، وهو ذو قيمة علاجية كبيرة جدا، وتناول الأدوية كما هو موصوف، وتابع مع طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات