متزوجة وقلبي متعلق بشخص آخر وأريد الطلاق، فبم تنصحونني؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، لدي ثلاثة أطفال، وأحب شخصا آخر وأريد الطلاق لكي لا أغضب الله، أحب هذا الشخص منذ عشر سنين، وما زلت أحبه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول: أنت متزوجة، لديك أطفال، فعليك أن تتقي الله تعالى وتراقبيه، فكيف تجعلين قلبك يميل إلى من لا يحل لك؟!

أنا على يقين أن ذلك من تسويلات الشيطان الرجيم وتحسينه، يريد بذلك أن يفسد عليك حياتك، وما يدريك أن ذلك الرجل سيقبل بالزواج بك، وهل قلبك في هذه القساوة سيطاوعك في ترك أبنائك؟ لأن أباهم قد لا يسمح لك بأخذهم وإن سمح لك فذلك الرجل قد لا يقبل بك وبهم.

زوجك يحبك ويثق بك ولن يتخلى عنك، فكيف تسمحين لقلبك أن ينصرف لغيره؟ وتصوري نفسك أن زوجك لا يحبك وأنت متعلقة به لكنه يحب غيرك ويريد أن يتزوج بها ويطلقك فكيف سيكون حالك؟

ما يدريك أنه لن تكون هنالك عقبات أمام زواجك بذلك الرجل، فلعلك إن تطلقت من زوجك لا يوافق ولي أمرك على تزويجك به؟ وما أدراك أنه من نصيبك؟ صحيح أن قلبك يميل إليه لكن هذه مشيئتك، أما مشيئة الله فلا أحد يعلمها ومشيئة الله هي النافذة، قال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).

الذي انقدح في نفسي أنك تتواصلين مع ذلك الرجل، فإن صدق حدسي فهذا نوع من الخيانة، عليك أن تتوبي إلى الله منها، وأن تقلعي عنه ولا تعودي لفعله، فالله يمهل ولا يهمل من يفعل مثل هذه الخيانة، ومن تاب تاب الله عليه، ومن استمر في غيه فضحه وهتك ستره.

من قال لك إن هذا الرجل سيبقى واثقا فيك حتى لو تزوجك؟ لأن الذي سينقدح في قلبه أنك كما خنت زوجك الأول ستخونينه، ولذلك لن ترتاحي في حياتك، وأنت ما وقعت في ما وقعت فيه إلا بسبب ضعف إيمانك، ولو كنت مصلية صائمة ذاكرة لله تعالى لكان في قلبك الخوف من الله تعالى، فوصيتي لك أن تؤدي ما أوجب الله عليك، وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فذلك سيساعدك في تقوية إيمانك، وسيولد في قلبك الخوف من الله وسيجعلك تراقبين الله تعالى في كل أحوالك.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة لله، وسلي ربك أن يصرف قلبك عن هذا التعلق، وأن يقنعك بما رزقك من الحلال، وأن يقذف في قلبك حب زوجك وأطفالك، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

قد يحب العبد أمرا يظن أن فيه الخير، وفي الحقيقة هو شر له والعكس، يقول تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

لو كان ذلك الرجل يحبك لتقدم لك قبل أن تتزوجي، لكن يبدو أنه من أولئك النفر الذين يتلاعبون بعواطف النساء، فإن قضوا حاجتهم تركوهن، فلا تركني على أمثاله.

لم تذكري لنا أي عيب في زوجك، ثم إنك كما يبدو تزوجت به بمحض إرادتك، ولو كان ذلك ليس من نصيبك لصرفه الله عنك، ولما كان ذلك الرجل الذي لا تزالين متعلقة به ليس من نصيبك صرفه الله عنك، لأن الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق ما قضاه وقدره.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف قلبك عن هذا التعلق، وأن يقذف في قلبك حب زوجك وأسرتك، وأن يجعلك تحافظين على بيتك، وألا تتسببي في خرابه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات