أمي ليست راضية عن تواصلي مع خطيبي.

0 10

السؤال

السلام عليكم

في شهر ٣ الماضي أتى شاب وخطبني، وأهلي قالوا له: نرد خبرا لك فيما بعد، وسافرنا إلى البلد الثاني، ثم بعد ما يقارب الشهرين، اتصل والدي عليهم وأخبرهم بالموافقة، وطول هذه الفترة يوجد تواصل بيني وبين الشاب مع علم جميع أهلي بالموضوع.

المهم أن أمي ليست راضية عن هذه الأحاديث التي تعتبرها حراما، لأنه لا يوجد كتب كتاب، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – بنتنا الفاضلة – في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على بر هذه الوالدة، ونشكر لها هذا الحرص عليك، ونسأل الله أن يلهمكم جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك – بنتنا الفاضلة – أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسع معها في الكلام، ولكن الخطبة إنما هي فرصة من أجل مزيد من التعارف حتى يتمكن الخاطب من السؤال عليك وتسألي عنه، وأيضا ليتمكن من التعرف عليك وتتعرفين عليه من دون خلوة بينكما.

والدتك تشكر بداية على هذا الحرص على فتاتها، وهذا دليل على حبها لك، وبالنسبة لمرحلة الشهرين قبل الموافقة من الخطبة التي تعتبر قبل الموافقة، فإن هذه أيضا فترة أرجو أن تستغفري الله تبارك وتعالى مما حصل من تواصل، ولكن بعد الخطبة يمكن أن يكون هناك نوع من التواصل بشرط ألا يكون في الأمور الخاصة جدا، وإنما لا مانع من السؤال عن الحال، عن الدين – يعني أداء الصلوات – مثلا السؤال عن المستوى العلمي، الدراسات والصعوبات التي تواجهك، والتخطيط الذي يتعلق بالحياة، أما الكلام العاطفي فلا يجوز إلا بعد كتب الكتاب.

إذا نحتاج أن نفصل: أولا التواصل الذي حصل قبل إعطاء الموافقة هذا ما كان ينبغي أن يحدث، وأرجو أن تستغفري الله تبارك وتعالى منه، بعد أن أعطي الموافقة وتمت الخطبة، وفي هذه المرحلة لا مانع من التواصل والسؤال في الأشياء الأساسية المتعلقة بحياتك معه وبمستقبلكم وبدراستكم، ونحو هذه الأمور.

أما الكلام العاطفي فلا يقبل الآن، بل من باب أولى التوبة والاستغفار من الفترة التي كانت قبل إعطاء الموافقة، وأيضا نتمنى إذا كنتم تريدون أن تتوسعوا في الكلام أن تحول هذه الخطبة إلى عقد وكتب كتاب كما هو طلب الوالدة.

نحن نشكر لك ولأسرتك هذا الحرص على ترك الشبهات، وأسعدنا أيضا أن التواصل في كل المراحل كان بعلم جميع الأهل بهذا الموضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، ونحن بحاجة إلى أن نحتكم – حتى في فترة الخطبة – إلى الضوابط الشرعية التي تمنع الخلوة بين الخاطب ومخطوبته، وتمنع أيضا التوسع في الكلام، يعني الكلام العاطفي والخضوع بالقول ليس فيه مصلحة، بل سبب للضرر، وقد يترتب عليه مفاسد للطرفين.

إذا أردتم الكلام العاطفي، بل إذا أردتم أن تمارسوا حياتكم الجميلة فما عليكم إلا أن تحولوا هذه الخطبة إلى عقد شرعي، وبعد ذلك أيضا ننصح بإكمال مراسيم الزفاف والزواج، فإنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح).

تحياتنا للوالدة على حرصها، ونحن نكرر: الفرق في نوع الكلام بعد الخطبة، إذا كان في أمور عامة، ولا نفضل إكثار الكلام، ولا كثرة الزيارات، ولكن مجرد الكلام، مجرد السؤال، حتى المقابلات التي تحدث في حضور أهلك وفي حضور محارمك الشرع يبيح هذا لأن القصد من الخطبة هو حصول التعارف والتآلف، لكن أكثر من هذا لا يقبل إلا بعد كتب الكتاب.

نتمنى أن تكون الصورة قد وضحت، ونكرر الترحيب بك في موقعك، ونشكر لكم كأسرة هذا الحرص على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات