الفتيات يرفضن الارتباط بي لقبحي، فما العمل؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.

أحببت هذا الموقع وهو يحترم آراء الناس ويتعاطف معهم.

أنا شاب عمري 19 سنة، أرغب بالزواج، وقد تقدمت لكثير من الفتيات من أسرتي وبلدي وبلاد أخرى، وكلهن رفضن الارتباط بي لأني قبيح، علما أن أخلاقي فاضلة، وأكون حزينا عندما أرى ارتباط شاب وفتاة، فلماذا يحدث ذلك معي؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الثناء على الموقع، ونرحب بك وبجميع الأبناء، ونشرف بأن نكون في خدمتكم، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أرجو أن تعلم -ابني الفاضل- أن جمال الرجل وكماله في دينه وأخلاقه، والقضية ليست قضية أشكال، رغم أن الأشكال أيضا الناس يختلفون فيها، ولولا اختلافات النظر لبارت السلع، ولكن هذا الإنسان له خلق خارجي، وله خلق وأخلاق فاضلة، هناك خلق يدرك بالبصر، وهناك خلق يدرك بالبصيرة، والتركيز على الثاني الذي يدرك بالبصيرة وهو ما عند الإنسان من حرص وفضل ودين وأخلاق وأدب، فتسلح بهذه الأسلحة فإنها الأهم، وهي الأقوى، وهي الأمضى، وهي التي تجلب رضوان الله وتوفيقه وفي الآخرة.

ولا تتأثر ببعد الفتيات عنك، ولكن أيضا أرجو أن تغير طريقتك، يعني: تحاول أولا ألا تتقدم إلا في الوقت المناسب.
الأمر الثاني: تحاول أن تتقدم عن طريق قريباتك أو أعمامك أو عماتك أو أخوالك أو خالاتك، لأن هذا أيضا له معنى كبير، فالإنسان عندما يتقدم بنفسه كثيرا ما يرفض لأجل هذا، لأجل أنه لم يأت بأحد من أهله، وكما يقال: إذا يكن لك كبير فاصطحب كبير القبيلة.

ولذلك إذا وجدت في نفسك ميلا لفتاة فعليك أن تخبر أخواتك أو خالاتك أو عماتك ليتواصلن مع أسرتها وأهلها، وبعد ذلك ترسل من يطرق الأبواب، لأن الزواج أيضا ليس بين شاب وفتاة، ولكنه بين بيتين وبين قبيلتين وبين أسرتين.

فلذلك أرجو أن تنتبه لهذه الملاحظات، ونحب أن نؤكد لك أن الرجل لا يأتيه العيب أصلا، طالما كان إنسانا مسؤولا، عنده دين، عنده أخلاق، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للبنات ولأولياء البنات: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)) أو قال: ((دينه وأمانته فزوجوه))، هذا هو المعيار الشرعي.

والفتاة لا تستفيد من الشاب الذي ليس عنده أخلاق وليس عنده دين مهما كان شكله جميلا، ومهما كان يديه مليئة بالأموال وحياته مليئة بالعقارات والممتلكات، إلا أنها لا يمكن أن تسعد معه أو تنتفع به ما لم يكن صاحب دين وصاحب خلق، وأنت ولله الحمد كما أشرت متميز بهذا، بأنك صاحب أخلاق فاضلة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير.

وأيضا كما قلنا استكمل بقية الشرائط، فإن الأسر سريعا ما تقبل الشاب الذي يأتي بأهله، الذي يكون عنده دين وخلق، وأنت ولله الحمد في هذا الجانب متميز، الذي عنده قدرة على تحمل المسؤولية، الذي يأتي البيوت من أبوابها؛ ولذلك نحن لا ننصح أيضا أن يكون هناك تواصل مباشر بينك وبين أي فتاة إلا بعد أن يكون هناك غطاء شرعي، والغطاء الشرعي بأن يتكلم الأهل، وبعد ذلك الشريعة تبيح لك أن تجلس معها، وأن تراك وأن تراها، وأن تحاورها وأن تحاورك، لأن هذه من الأمور المهمة.

نوصيك بأن تلتزم بأمر الله تبارك وتعالى في كل أحوالك، فإن البركة في التمسك بآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، لا تحزن إذا رفضت فتاة أو ثانية أو ثالثة، فإن الفتاة التي تميل إليك وتميل إليها سيضعها الله تبارك وتعالى في طريقك، واعلم أن التلاقي ليس بالأشكال وليس بالمظاهر، ولكن التلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والناس في نظرتهم للرجال أيضا يختلفون، وكذلك البنات، وهناك العاقلة الفاضلة التي تختار صاحب الدين وصاحب الأخلاق، لأنها تريد أن يكون عونا لها على طاعة الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يضع في طريقك فتاة صالحة مصلحة تعينها وتعينك على مرضاة الله تبارك وتعالى.

نكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونكرر لك الشكر.

مواد ذات صلة

الاستشارات