زوجتي عنيدة وتتجاهلني، ما نصيحتكم؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

متزوج منذ ست سنوات، لدي ثلاث بنات وعلاقتي بزوجتي سيئة فهي عنيدة، ولا تحب أمي وأهلي، ورغم ذلك أريد أن أستمر معها، إلا أنها لا تهتم بي، وتتجاهلني، حيث أني أعمل بالخارج.

هي لا تقدر تعبي وغربتي، وهي دائما تشكو بدون أسباب، وتذهب إلى بيت أبيها كل يوم، رغم أنها تعلم أن هذا الأمر يضايقني حتى إني حاليا أفكر في الطلاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا أيها الأخ الكريم في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة، وقد أسعدنا وأسعدتنا رغبتك في الاستمرار مع الزوجة، فالطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، ونسأل الله أن يجلب لك السعادة والاستقرار، وأن يجمعك بأهلك على الخير.

أرجو أن تعلم – أيها الأخ الكريم – أن بعد الرجل عن زوجته يسبب بعض الإشكالات، ومعروف أن الاحتكاكات يتوقع أن تحصل بين الزوجة وبين أهل الزوج في مثل هذه الأحوال.

لذلك نتمنى ألا تستعجل، ونتمنى ألا تأخذ الأمور من طرف واحد، وتذكر أن الشرع الذي يأمرك ببر والديك والمبالغة في إكرامهم هو الشرع الذي يدعوك إلى عدم ظلم الزوجة وعدم تضييع البنيات، ونسأل الله أن يبعد عنكم الشر والسوء، هو ولي ذلك والقادر عليه.

من هنا نحن ندعوك إلى النظر لهذه الأمور نظرة شاملة، فنحن فعلا لا نرضى بأن تتعرض الوالدة أو الأهل للإساءة من زوجتك، وكذلك لا نقبل بأن تكون الزوجة متضايقة، أو لا تجد راحتها في بيت أهلك. وطالما كنت بعيدا فإن كثيرا من الأمور تحتاج إلى إعادة النظر والتأني والصبر، والنظر للأمور بطريقة شاملة وبطريقة متوازنة أيضا.

كنا نريد أن نعرف نماذج لهذا العناد والأمور التي لا تطيعك فيها، ولماذا هي تخرج؟ وما هي الكلمات التي تقولها؟ وما الذي يضايقها؟ وما هي أسباب الاحتكاك مع أهلك؟ ... يعني: أمور كثيرة تحتاج إلى بعض الإيضاح.

لكن الذي نوصيك به هو: الدعاء لنفسك ولها، وزيادة البر لوالديك وإكرامهم، والاهتمام بها وبأهلك، فإن الشرع – كما قلنا – الذي يأمرك ببر أهلك هو الذي يأمركم بالإحسان إلى زوجتك، والاهتمام بأمر البنيات، وعدم التفكير في الطلاق، تأجيل كثير من المناقشات حتى تعود وتكون هناك، وعندما تصل إلى أهلك وتكون معهم اجتهد في إبعاد شبح الخصام، وإبعاد أسباب التوترات، وانقل لزوجتك أحسن كلام يذكرونها به، وانقل لهم كذلك أحسن انطباع تحملها عنهم ولهم في نفسها، فإن هذا هو شأن المؤمن الذي يقول خيرا وينمي خيرا.

ينبغي أن تكتم المشاعر السالبة، ويتوقع حصول مثل هذا الكلام، فقد تسمع من أهلك السوء عن زوجتك، وقد تسمع منها السوء عنهم، والشيطان يتدخل في مثل هذه الأمور، والعاقل المسلم مثلك يحتكم إلى الشرع، فينصح لهؤلاء وينصح لهؤلاء، وطبعا الوالدة مقدمة، وهي الكبيرة، وعلى زوجتك أن تحترمها.

نحن بحاجة إلى أن نرى الصورة كاملة، ونستمع إلى كل الأطراف، ونعرف أسباب ما يحصل، ولكن هذا غير متيسر، وعليه فنحن نؤكد على أهمية الصبر، وإبعاد فكرة الطلاق، والانتباه لأطفالك، وأيضا أداء الحقوق الشرعية تجاه أهلك وتجاه الزوجة وتجاه البنيات، ونسأل الله أن يردك إلى أهلك غانما سالما، وأن يجلب لكم السعادة والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات