كيف أتعامل مع تصرفات أستاذي المستفزة؟

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا لاجئة في بلجيكا، وذهبت لتعلم اللغة الهولندية في المدرسة، ومنذ دخولي إلى الصف، والأستاذ يتعامل معي بشكل سيء ومستفز، وبطريقة غير مباشرة أغلب الأحيان، وبدون أي سبب سابق، وفي كل مرة يتغير أسلوبه معي في الصف ولكن للأسوأ، لا يثبت على شيء معين بطريقة تعامله معي.

المهم هو أنه يتلاعب بطريقة يريد فيها استفزازي وغيظي، ومثال على ذلك:
لقد طلب أرقام جميع من في الصف من زملائي والطلاب، وعمل مجموعة لهم على الواتساب من أجل الدراسة، إلا أنا لم يضفني، وأصلا لم يقل لي وكأني غير موجودة.

حاولت الانتقال إلى صف آخر، لكن للأسف لا يوجد صف آخر بنفس المستوى الذي أدرسه الآن من اللغة إلا الصف الموجودة فيه الآن، وبالتحديد هذا المعلم الذي يدرسنا.

أشعر أنه يريد أن يبقيني تحت رحمته، بحيث أذهب إليه وأتحدث معه وأستفسر لم هو يفعل ذلك معي؟ ولكنني لم أفعل ذلك.

المهم أنا وصلت لمرحلة العصبية بحيث لم أعد أطيق تعلم اللغة، ولا الذهاب لتعلم اللغة، وحتى النقل إلى مدرسة أخرى صعب؛ لأنها تبعد جدا عن منزلي، وتتطلب مني وقتا من ساعتين ونصف للوصول للمدرسة الأخرى، وصحتي لا تساعدني على تحمل هذا السفر كل يوم للذهاب إلى مدرسة أخرى، وحتى وإن رفعت عليه شكوى لن تكون لصالحي أبدا فهو الأقوى.

ملاحظة: أنا محجبة والعربية الوحيدة في هذا الصف، ويوجد أيضا محجبات في صفي، لكنه يتعامل معهم بشكل جيد، فكيف أتعامل معه؟ لأنه سيبقى يدرسنا سنة كاملة لهذا المستوى من اللغة، ودائما يقول لنا في الصف أنه قوي الشخصية وعنيد ويعمل بعقله لا بقلبه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يعينك ويعين أمثالك من الفاضلات، وأن يبرم لأمة النبي أمر رشد يعز فيها أهل طاعته، وأن يعيد الأمن والطمأنينة لبلاد المسلمين حتى يعود الأبناء والبنات إلى ديارهم، معززين برؤوس مرفوعة، ونسأل الله لنا التوفيق والثبات والسداد.

نحن نقترح عليك أمام هذا الوضع الصعب المذكور أن تقتربي من المحجبات، وأن يقمن بالتوسط عند هذا المدرس، لأنهن يجدن اللغة، والحجاب والستر هذا لغة بين أهله، فهو شعار هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، فنحن لا نؤيد الشكوى للمدرس، ولكن نؤيد وندعوك إلى الاستعانة بعد الله بزميلاتك الصالحات المحجبات، اقتربي منهن وأعرضي ما عندك من معاناة، واطلبي مساعدتهن، فلو ذهبت واحدة منهن معك إلى هذا المدرس وحاولت أن تنقل مشاعرك له، وحاولت أن تتلطف، لأننا لا نريد أن تقابليه وحدك، ولكن قابليه مع مجموعة من الطالبات الجيدات، وقد أيضا يستعن بأخريات من غير المحجبات أيضا ليكون الجميع ينظر للقضية ببعدها الإنساني، وهذا سيؤثر جدا في المعلم.

إذا نحن نقترح عليك أن تعرضي هذه المعاناة لزميلاتك المحجبات، أو لأقربهن منك، وتطلبي منها المساعدة، وتضعوا بعد ذلك خطة مناسبة للوصول لهذا المدرس. نحن أيضا لا نؤيد قضية الشكوى ولا قضية رفع الأمر إلى جهات عليا، طالما كانت البدائل صعبة، طالما كانت المدرسة الأخرى بعيدة، ولا نؤيد ما يحدث لك من ضيق، فأنت بحاجة إلى قليل من الصبر.

ونحن نقول: في البداية قد تواجه الإنسان صعوبات، لكن بالصبر والاستعانة بالله واللجوء إلى الله تبارك وتعالى تتغير كثير من الأمور.

ولا نريدك أن تبلغي درجة العصبية والخروج عن المألوف، فلا تقابلي إساءته بالإساءة، ولا تقابلي ظلمه أيضا بالتجرؤ عليه أو محاولة الإساءة إليه، ولكن حسبك أن تنالي ما تريدين من العلم الذي نسأل الله أن يكون فيه منفعة لك وفيه مصلحة لك، وفيه فرصة لك في الدعوة لهذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أما بالنسبة للواجبات التي مضت: فأيضا تستطيعين أن تتواصلي مع الأخريات في فهم ما صعب عليك، ونحن نعتقد أن وجودك مع طالبات محجبات وطالبات طيبات سيخفف عليك الكثير، فلا تكوني سلبية، وحاولي أن تتحركي في الاتجاهات الأخرى لتتعرفي على مزيد من الصالحات والفاضلات من البنات، وهن سيكن عونا لك على كل خير، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

ولا تهتمي لما يزعمه أنه قوي الشخصية أو عنيد، فلا تقابلي عناده بالعناد، ونحن لسنا في صراع على مستوى الشخصيات، ولكن أنت تريدين أن تبلغي حاجة، وهي أن تتعلمي ما يعينك على التعايش في هذا البلد التي وضعتك ظروف، نسأل الله أن يزيلها عنك وعن غيرك، وضعتك في هذا المكان، والإنسان ينبغي أن يتأقلم ويتكيف مع الأوضاع التي هو فيها، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه ورعايته.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات