شعور الألم والنبض في البطن، هل هو مرض نفسي؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

بدأت الحالة بخفقان عند السجود، وأتتني نوبة خوف من الموت، وظلت معي لفترة، وعملت تخطيط القلب، وكان سليما، وبعد فترة شعرت بألم ونبض في البطن، ونغزات في الصدر قرب القلب، وكثرة الضغط على الأسنان وتساقط الشعر.

ذهبت للعديد من المستشفيات، وعملت جميع الفحوصات من تخطيط قلب وسونار وأشعة وتحليل دم وجرثومة، وكانت كل النتائج سليمة، فقط وجود غازات قليلة في القولون، علما أن الألم ما زال مستمرا.

سنة ولم أستفد من شيء، صار نومي قليلا ومتقطعا وغير مريح، وألم في المعدة وقرقرة عند التنفس العميق، وأصوات سوائل تتحرك، ذهبت لطبيب الجهاز الهضمي، ووصف لي دوجماتيل 50 حبة قبل النوم لمدة 14 يوما.

دخلت في دوامة أقوال الأطباء، أحدهم قال: قولون، والثاني قال: أعراض نفسوجسدية، والثالث قال: التهاب معدة، ولم أستفد من أي علاج، علما أن الأعراض خفت بعد استخدام الدوجماتيل لمدة 21 يوما، ولكن بمجرد التوقف عن الدواء لمدة يومين يعود الألم، لقد أصبت بوسواس الموت والكآبة والوحدة، فهل هذا مرض نفسي أم عضوي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: أنا تدارست رسالتك بكل دقة، وقطعا الجانب النفسي واضح جدا في شكواك، فالأمر كله بدأ بنوبة هرع عند السجود، وهذه الحالات معروفة جدا، والفزع أو الهرع قد لا يكون مرتبطا بأي سبب، حيث إنه نوع من القلق الحاد الذي يظهر دون أي مقدمات، ويسبب للإنسان الكثير من المخاوف، حتى البعض يأتيهم الشعور بقرب المنية (الموت).

عند السجود ربما يكون فعل الجاذبية له تأثير، ويكون هو المثير الذي جعل هذه النوبة تظهر، لكن أصلا لديك – أخي الكريم – الاستعداد للقلق وللمخاوف، وهذه الحالات لا نعتبرها أمراضا نفسية حقيقية، إنما هي ظواهر.

أخي الكريم: التوتر النفسي أيا كانت درجته – إذا كان ظاهرا أو مقنعا، بسيطا أو شديدا – قد ينعكس على أعضاء مختلفة في الجسم، وأكثر أعضاء التي تتأثر هي أعضاء الجهاز الهضمي، لذا نسمع كلمة (القولون العصبي)، وهي ليست العصبي، إنما العصابي، يعني: الذي يثير هذا القولون هو القلق، وكثيرا من الناس أيضا يشتكون من ضيق في النفس، آلام في الصدر، نغزات في الصدر، وهكذا، هذا أيضا مرتبط كثيرا بالقلق، حيث إن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وكما ذكرت لك أكثر أعضاء الجسم تأثرا هي الجهاز الهضمي والقفص الصدري وعضلة فروة الرأس، وفي بعض الناس أيضا المنطقة السفلى من الظهر، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون من آلام الظهر ويترددون على عيادات العظام دون فائدة، لأن السبب سبب نفسي وليس سبب عضوي.

إذا حالتك هذه حالة نفسوجسدية، قلق نفسي مع شيء من المخاوف والوسوسة، ظهرت من خلالها أعراض جسدية. فأرجو – أخي الكريم – ألا تتردد كثيرا بين الأطباء، هذه هي نصيحتي لك، لأن التردد الكثير على الأطباء يزيد من هذه المخاوف والتوترات، وتختلف التفسيرات، أنت إن شاء الله بخير، والحالة ليست خطيرة. فأول نقطة: أن لا تتردد كثيرا على الأطباء.

النقطة الثانية: أن يكون لك كشف دوري، فحص دوري مع أي طبيب تثق به، كطبيب الأسرة مثلا، الطبيب الباطني مرة كل ثلاثة أشهر تذهب وتقوم بالفحص الإكلينيكي السريري، وتجرى لك الفحوصات المختبرية العامة لتطمئن.

النقطة الثالثة هي: أهمية ممارسة الرياضة، الرياضة اليومية مهمة جدا في حالتك، الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، الرياضة في حالتك تحول هذه الطاقات النفسية القلقية إلى طاقات إيجابية.

النقطة الرابعة: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وشدها، المصحوب بالتأمل وما يسمى بالاستغراق الذهني؛ علاج أكيد ومهم، فيمكن أن تذهب إلى أخصائي نفسي ليدربك على هذه التمارين، أو يمكن أن تستفيد من اليوتيوب، حيث إنه توجد فيديوهات كثيرة وبرامج كثيرة جدا على اليوتيوب.

الأمر الآخر: حسن إدارة توزيع الوقت، وحسن إدارته، والترفيه عن النفس، الصلاة في وقتها، الورد القرآني اليومي، أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم والاستيقاظ، هذه كلها إضافات يجب أن تكون في حياتنا لأنها تفيدنا كثيرا، اجتهد في عملك، كن بارا بوالديك، هذا كله علاج.

الدواء: أفضل دواء لك هو عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تناولها لمدة عشرة أيام صباحا، ثم بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

أما عقار (دوجماتيل) والذي لك تجربة إيجابية معه، فأرجو تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، هذا سوف يبني لديك قاعدة علاجية دوائية ممتازة جدا، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة - أي خمسين مليجراما - صباحا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدوجماتيل. وقطعا السبرالكس سيكون هو الدواء الأساسي، والدوجماتيل سيكون هو الدواء المساعد أو الداعم، و-إن شاء الله تعالى- بالتزامك التام في تناول الأدوية في مواعيدها وبالجرعة المطلوبة وللمدة المقررة وتطبيقك التام للإرشادات السابقة - التي أوردنا ذكرها لك - فإن هذا سيعود عليك بتحسن كبير وإيجابية في صحتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات