أريد الزواج مع ترك الإنجاب لأن ظروفي لا تسمح بذلك، فما رأيكم؟

0 9

السؤال

السلام عليكم .

أنا أعمل وراتبي قليل جدا، تقريبا يكفيني فقط للطعام وشراء بعض الأشياء خلال الشهر، وقد وصلت عمر 30 سنة، وأريد الزواج لأعف نفسي، وأعلم أن الراتب لن يكفي لتكوين أسرة وأطفال، فهل الزواج بدون إنجاب يقلل من المصاريف؟ لأن مصاريف الأطفال ومراجعة الأطباء كثيرة.

أريد أن أعف نفسي وإلا سأقع في الحرام، ولا أريد الإنجاب، لأني لا أستطيع ماديا، وأعلم ستقولون أن الأطفال يأتون برزقهم، ولكن لو يأتون برزقهم ما وجدنا ملايين العوائل يسكنون الشوارع مع أطفالهم، فهل عدم الإنجاب يقلل المصاريف؟ وهل من الممكن أن يعيش شخصان بمبلغ بسيط مع احتياجاتهم الشخصية إذا كان السكن متوفر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لك الحلال، وأن يوسع لك الأرزاق، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

أرجو أن تعلم -أخي وابني الكريم- أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، وأن أرزاق الخلائق كتبها الخالق سبحانه وتعالى وهم في بطون أمهاتهم، وأنه ما علينا إلا أن نبذل الأسباب ثم نتوكل على الكريم الوهاب.

واعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وكل طفل يأتي برزقه، ولن يموت الإنسان ويخرج من هذه الدنيا قبل أن يستكمل رزقه، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن روح القدس نفخ في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها))، ما هو التوجيه يا نبي الله؟ قال: ((فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) اعتدلوا في طلب الرزق، خذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم، أو كما جاء عن النبي عليه صلاة الله وسلامه فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى.

وعليه: فنحن ننصحك بأن تتزوج، ونؤكد لك أن الزواج قد يكون فيه باب خير كثير بالنسبة لك، وهؤلاء الأطفال سيأتون بأرزاقهم التي كتبها الله لهم، وهو الذي يقول لمن خافوا على أرزاق الأطفال: {نحن نرزقهم وإياكم}، قدم رزق الأطفال على رزق آبائهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أيضا يقول: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)).

وأنا أريد أن أقول: الرزق قد يكون فعلا ضيقا أو يكون واسعا، لكنه رزق، يكتبه الله تبارك وتعالى، وتكفل بهذه الأرزاق، قليلها وكثيرها، وكل ذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، والإنسان إذا شكر القليل جاءه من الله الكثير، لأن الله يقول: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، وأرجو أن تعلم أن الذين يسكنون في العراء والفقراء ليسوا من المتزوجين، بل غير المتزوجين أيضا، فالفقر والغنى ابتلاء من الله تبارك وتعالى، والسعيد هو الذي يرضى بما يقدره الله تبارك وتعالى.

فأحسن الظن بربك، وأقبل على الزواج، واعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، هكذا علمنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وأن الناس عندما يجتمعون على طعامهم يبارك لهم فيه، وإذا كنت مع الزوجة وتفاهمتما على هذه الأمور – مسألة مجيء الأطفال – أرجو ألا يكون الدافع هو الخوف على الرزق، لأن الرزق تكفل به الله تبارك وتعالى، ولذلك هذا جانب أحببنا أن ننبه له. كما نحب أن ننبه أن الرزق ليس بالضرورة أن يكون مالا، فقد يكون صحة وقد يكون هناء وراحة بال، وكم من الناس يرزقون بالمال الكثير ولكنهم ينفقونه في العلاج من أمراض مستعصية، وكم من الناس رزقوا المال والأولاد ولكن يأتي في أبنائهم إعاقة أو مرض عقلي فلا يغني مالهم عنهم شيئا، ويتمنون لو يرزقون العافية ولو دفعوا جميع أموالهم.

ندعوك ألا تؤخر مسألة الزواج، فإن العمر يمضي، وثق بأن الرزاق حي لا يموت، وهو الذي يتولى أرزاق العباد، بل أرزاق كافة الكائنات على وجه هذه البسيطة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات