أعاني من الخوف والهلع والارتباك، ما العلاج؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة إلى دار العلم إسلام ويب

أما بعد: فأتمنى أن تفيدوني بالعلاج الدوائي والكلمات المطمئنة لحالتي، فأنا قبل ثلاثة أعوام تعرضت لاتفاع ضغط الدم، وبينما كنت خارج المنزل مع الأصدقاء فأصبحت لدي حالة من الفوبيا، ثم تطورت الحالة وأصبحت الوساوس والأسئلة المنطقية وغير المنطقية تزعجني، ولا أريد ذكرها، حتى لا أقوم بالتشويش على من يقرأ رسالتي.

أخاف حتى من أبسط المهام، وأشعر بأني سأفشل وستأتيني نوبات هلع، وارتفاع ضغط، بينما أنا بعيد عن المنزل.

راجعت طبيبا -اختصاصي قلبية- وعملت كافة التحاليل والفحوصات، وكلها كانت سليمة، وبعدها ذهبت لطبيب نفسي فشخص حالتي أنها قلق عام، ووصف لي دواء اسمه (باروكستين) 20 ملجراما يوميا _نصف حبة صباحا ومساء، لمدة شهر، و(اولانزابين ٢.٥ مليجراما) قبل النوم.

تحسنت كثيرا، وبدأت حياتي تعود طبيعيا، لكني كنت على شك أن الحالة لا زالت باقية، وكنت أتجاهلها، حتى بعد عام كامل بدون علاج.

أصبت بحالة هلع وذعر وسقطت على الأرض، وأصابني خفقان سريع بعد رجوعي من الخارج، حيث كنت في مهمة يسيرة، (لكن التوتر والهلع) جعلها لي من المعجزات أنني سأرجع سالما.

رجعت إلى الطبيب فكتب لي نفس الأدوية، باروكسيتين واولانزابين لمدة شهر، وتحسنت كثيرا، ولكني قلق من المدة القصيرة التي يصفها لي الطبيب، لأنها تشفي بشكل مؤقت، ولا أريد تكرار نوبات الهلع ( والجنون).

القلق الذي عندي شديد، ولكن لطف الله أشد وأقوم.

فأتمنى النصيحة الشافية، وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الأشياء الشائعة جدا عندما يصاب الشخص بنوبة هلع – وبالذات إذا كانت خارج المنزل – تصاحبها عادة رهاب أو فوبيا من الخروج من المنزل، خوفا من حدوث نوبة هلع ولا يجد شخصا يساعده خارج المنزل، فلذلك يشخص الشخص على أنه مصاب باضطراب الهلع مع رهاب الساحة، وكما ذكرت هذا اضطراب شائع جدا، وعلاجه متوفر – أخي الكريم – وكثير من الناس يتعافون منه ويعودون إلى حالتهم الطبيعية إن شاء الله.

طبعا أنت جربت الفلوكستين، وهو علاج مثالي لنوبات الهلع ورهاب الساحة، والأولانزبين هو مهدئ ويساعد في النوم، ولكنه غير ذلك ليس له مفعول مباشر في علاج الهلع ورهاب الساحة.

أنصحك – أخي الكريم – الآن طالما تكررت هذه الأشياء، أنصحك بالعلاج السلوكي المعرفي، أن تراجع مع معالج نفسي لعمل جلسات العلاج السلوكي المعرفي، مع تناول العلاج الدوائي، وهي عادة جلسات تمتد ما بين عشرة إلى خمسة عشرة جلسة، تعقد الجلسة أسبوعيا لمدة خمسين دقيقة أو ساعة، وفي هذه الجلسة يعلمك المعالج النفسي مهارات معينة لكيفية مواجهة هذا الرهاب – رهاب الساحة – ويتم ذلك بطريقة متدرجة وبسيطة بحيث لا تشعر بالقلق الشديد، أو يساعدك بالأشياء التي تساعد عند حدوث القلق، وهكذا، إلى أن تختفي هذه الأشياء.

ميزة العلاج السلوكي المعرفي – أخي الكريم – أنه عندما تتوقف عن الأدوية لا ترجع الأعراض مرة أخرى إن شاء الله.

إذا هذا ما تحتاجه، مع تناول الباروكستين والأولانزبين الذي وصفه لك الطبيب، وطبعا قد تحتاج أن تستمر عليه مرة أخرى لعدة أشهر، وإن شاء الله مع العلاج السلوكي المعرفي الآن لا ترجع لك الأعراض مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات