أعاني من صعوبة في النوم وقلق وتوتر، فما العلاج؟

0 14

السؤال

السلام عليكم..

أصبت باكتئاب عام 2014 بعد وفاة جدي بأسابيع، وبعد معاناة ودوامة طويلة وصلت لطبيب نفسي هداني الله إليه، شخص حالتي بأنها اكتئاب ما بعد الصدمة، وبدأ بعلاجي بدواء سيبرالكس 15، تحسنت عليه، وعدت لحياتي الطبيعية، وأنا لغاية الآن مستمر على الدواء دون انقطاع.

لكن مؤخرا بدأت أعاني من صعوبات في النوم أحيانا، وأحيانا أخرى لو نمت الساعة 11 مثلا؛ أستيقظ في اليوم التالي الساعة 2 ظهرا بصعوبة شديدة، هذا من ناحية النوم.

من الناحية النفسية: أحيانا أشعر بقلق وتوتر، ويكون جسمي كأنه مشدود ومتأهب لشيء ما، وإذا تحمست قليلا أو توترت أشعر بدوخة في رأسي سريعة لثانية أو ثانيتين، ولكن من ناحية أخرى أنا أمارس حياتي وعملي بشكل طبيعي، ومسيطر على نفسي وأفكاري، لولا هذه الملاحظات التي ذكرتها، فما هو تشخيصك لحالتي؟

شاكر لكم حسن تعاملكم ومساعدتكم لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك بعد وفاة جدك عليه رحمة الله تعالى له تفسيران:

الأول: هو أن تكون الأعراض التي حصلت معك نتيجة حزنك الشديد على جدك، وقد تكون على علاقة وثيقة معه، وهنا يعرف التشخيص بأنه (الحزن المرضي)، وهذا في الغالب يحتاج إلى علاج نفسي وليس دوائيا.

أما التفسير الآخر فهو: أن تكون حصلت لك نوبة اكتئاب حقيقية بعد وفاة جدك، وما وفاة جدك إلا سبب مباشر لحدوث الاكتئاب، ولأنك عندك قابلية للاكتئاب.

ليس هناك ما يسمى باكتئاب ما بعد الصدمة، كما ذكرت الاكتئاب هو الاكتئاب، ويشخص بأعراضه المعروفة، وتكون الصدمة أو ما يحصل من أحداث حياتية ما هي إلا سبب غير مباشر لحدوث الاكتئاب.

هناك تشخيص يعرف بـ (كرب ما بعد الصدمة) وهو من اضطرابات القلق، وليس اكتئابا، ويحدث عادة نتيجة تعرض الشخص لموقف كاد أن يؤدي بحياته هو، أو حصول حادث لقريب له مر به وأثر عليه، ولكن الموت الطبيعي لا يحدث كرب ما بعد الصدمة، وكما ذكرت فهو نوع من أنواع اضطرابات القلق وليس اكتئابا.

الآن ما يحصل معك، الـ (سبرالكس) معروف أنه لا يساعد في النوم، ولذلك نحن عادة ننصح بتناوله في النهار بعد الإفطار، ولا يتم تناوله ليلا، ولذلك لا تستغرب إذا سبب لك مشاكل في النوم.

ثانيا: عندك بعض أعراض القلق والتي قد تكون جزءا من شخصيتك، قد تكون أنت أساسا شخصيتك قلقة، وعندك أعراض قلق، أو قد تكون ظهرت الآن ولكنها لا ترقى إلى مرض محدد.

المهم: رأيي أن تستعمل السبرالكس في النهار فقط، وتحاول أن توقفه بعد هذه الفترة الطويلة، وتنخرط في علاج نفسي لمساعدتك في التخلص من أعراض القلق التي تعاني منها، وهذا يكون عادة بالاسترخاء، ويمكن أن تعمل الاسترخاء بنفسك، ومنها مثلا:

* المشي، المشي يوميا لمدة ساعة يساعد على الاسترخاء.
* وهناك تمارين للاسترخاء أيضا يمكنك أن تمارسها بنفسك في المنزل، مثل الاسترخاء العضلي، وهو شد مجموعة من عضلات الجسم لفترة ثم إرخائها بعد ذلك، وهذا يؤدي إلى الاسترخاء البدني، ومن بعد ذلك الاسترخاء النفسي.

* أو يمكن الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير)، وهو: أخذ نفس عميق وإخراجه لمدة خمس مرات، وتكرار هذا عدة مرات في اليوم الواحد، وهذا أيضا يؤدي إلى الاسترخاء، ويمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لتدريبك على هذه التمارين – تمارين الاسترخاء – وبعد ذلك عندما تتقنها تمارسها بنفسك.

إذا – كما ذكرت - كل ما تعاني منه هي أعراض قلق وتوتر ومشاكل في النوم، قد يكون سببها السبرالكس، وقد يكون سببها أيضا ما تحس به من قلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات