قلق دائما وأتوقع المصائب، فهل أجد علاجا لما أعاني منه؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني دائما أتوقع المصائب، وأجلس أفكر فيها حتى لو كانت لحظة فرح أو لحظة سعيدة، أنا أخلق أي شيء يسبب لي القلق؛ ومما يؤدي ذلك إلى سرعة في ضربات القلب، وألم في القولون العصبي.

المشكلة أن لدي رهابا اجتماعيا من الناس، وخوف من المشاكل، دائما أشعر أنني أتنازل عن حقي؛ لأنني لا أحب المشاكل، ولأني أخاف جدا من الناس، ودائما أتوقع الأذى منهم، وعقلي مستمر في التفكير فى المشاكل حتى لو كانت وهمية.

أشعر أنني وحيدا، وليس معي أحد يقف بجنبي، فإحساس القلق والخوف الشديد يلازمني دائما، أنا تربيت وحيدا؛ لأن أمي وأبي منفصلان منذ صغري، تعبت جدا من كثر التفكير السلبي والتفكير في المصائب.

حاليا أتناول دواء (سبراليكس ١٠ مج) يوميا في المساء، وطبيب الباطنية وصف لي دواء اسمه (بوسبار) حبة في الصباح مع (سبراليكس)، أنا تعبان جدا، ولا لدي أحدا يساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك من الأشخاص الذين يعانون من الشخصية القلقة، والشخصية القلقة تتميز بالخوف دائما، وتوقع الأسوأ، والتوجس، ويحاولون دائما أن يعيشون حياة هادئة ليس فيها مفاجئات، وليس فيها مخاطر، وطبعا أحيانا في بعض الظروف والحوادث الحياتية التي تمر عليهم يشعرون بأعراض قلق وتوتر كما ذكرت أنت من ارتفاع في ضربات القلب وآلام مختلفة وأعراض تشبه أعراض القولون، وهكذا أخي الكريم.

والأعراض المختلفة قد يكون من بينها المشاكل التي مرت على الشخص وهو صغير، وقد يكون أيضا التكويني الجيني أو القابلية لحدوث هذه الأشياء، وفي حالتك طبعا ذكرت أنه مرت عليك ظروف صعبة وأنت صغير وانفصال الوالد والوالدة.

الشخصية القلقة – أخي الكريم – علاجها الأساسي هو علاج نفسي في المقام الأول، جلسات نفسية لفترة من الوقت، مع معالج نفسي يعلمك فيها الاسترخاء، إما الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس، ويعلمك كيفية التعايش مع الخوف كي لا يؤثر على أدائك في المناشط المختلفة.

أما بخصوص الأدوية فهي تساعد، وليست تعالج معالجة تامة، ولعل السبرالكس – وهو من فصيلة الـ SSRIS – دواء طيب، وقد تحتاج إلى زيادة الجرعة من 15 إلى 20 مليجراما، وإذا بدأته يجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك أوقفه بالتدرج، وكما ذكرت لك أن يكون هذا مع العلاج النفسي، لأن العلاج النفسي هو الأساس.

البوسبار أيضا يساعد في علاج القلق، ويحتاج على الأقل إلى شهر لكي يعمل، ويمكن إيقافه بعد ثلاثة أشهر، والاستمرار في السبرالكس – كما ذكرت – لفترة ستة أشهر على الأقل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات