كيف أتخلص من الكسل والاكتئاب والأفكار الاضطهادية؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر منذ عشر سنوات بالكسل والاكتئاب الشديد والتعب وعدم التركيز والوساوس والأفكار الاضطهادية بسبب قرحة نازفة في المعدة، جربت جميع الأدوية النفسية ولم تفدني، وحاليا أتناول الريتالين بجرعة 60 ولم أستفد، والريفوتريل بجرعة 4 مج، والبروزاك 80، والسيركويل بجرعة 300، والسوليان بجرعة 100، والتيجريتول س ر بجرعة 400، والانافرانيل 50، كلها كتبت بواسطة الطبيب النفسي.

راجعت الكثير من الأطباء، وتعبت من كثرة الأدوية، وأشعر بتلعثم وعدوانية تجاه الآخرين، فأرجو مساعدتي، فقدت يئست من هذا الحال.

جزاكم الله كل خير وتوفيق وسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

افتقاد الدافعية والشعور بالسلبية والكسل قد يكون سببه الاكتئاب النفسي – كما تفضلت – أو قد يكون سببه السلبية المرتبطة بالشخصية، وأيضا هنالك علة تسمى باللغة الإنجليزية (chronic fatigue syndrome) أي (متلازمة التعب المزمن)، وهذه اعتبرها بعض العلماء مطابقة للاكتئاب، وبعضهم يتكلم عن إصابات فيروسية سابقة، وهكذا.

أنا لا أقول أنك تعاني من هذه المتلازمة، لكنه أمر يجب أن نفكر فيه من ناحية المعايير التشخصية حين تعرض علينا مثل هذه الحالات.

والعلاج – يا أخي – في جميع هذه الحالات لا يكون علاجا دوائيا فقط، مع احترامي الشديد جدا للأطباء الذين تراجعهم، إلا أنه قطعا ما تتناوله من أدوية تعتبر جرعات كبيرة من أدوية كثيرة، وهذا لا أعتقد أنه سيؤدي إلى نتيجة علاجية إيجابية، الأدوية بهذه الكمية تأكل بعضها البعض، تتفاعل سلبيا مع بعضها البعض، وربما يكون هنالك نوع من الانسمام الدوائي الذي يعطل فعالية الأدوية، بل وتؤدي إلى ظهور أعراض أخرى.

دائما – يا أخي – مثل هذه الحالات بجانب الطبيب يجب أن تقابل صيدليا متخصصا في الصيدلة السريرية، ليفيدك تماما حول التفاعل ما بين الأدوية، وأنا متأكد أنك حين تجلس مع طبيبك وتوضح له أنك بالفعل منزعج من كثرة الأدوية، أنا متأكد أنه سوف يعدلها تماما.

ولا أرى سببا لاستعمال الـ (ريتالين) كدواء يزيد اليقظة، والـ (ريفوتريل) كدواء يزيد التهدئة، لا أدري لماذا مثل هذه الجرعات؟! أنا لا أنتقد أحدا، لكن أحب أن أوضح لك الحقائق العلمية، وذلك من قبيل التناصح، لأنك تريد أن تعرف الحقيقة.

فيا أخي: أدويتك تحتاج إلى مراجعة، تشخيص حالتك أيضا يحتاج إلى مراجعة وتأكيد، وقطعا هنالك جزء رئيسي في علاجك وهو نمط الحياة – أخي الكريم – نمط الحياة يعتبر أمرا ضروريا، لا بد أن تدخل نفسك في برامج ملزمة:
- أولها برامج إدارة الوقت، هذا برنامج مهم.
- ثانيا: برنامج الرياضة، وهذا أيضا مهم.
- ثالثا: برنامج التواصل والتفاعل الاجتماعي، وهذا أيضا لا يقل أهمية.
- ورابعا: أن يكون هنالك برنامج مهني، أن تطور نفسك في عملك، وتزيد من رغبتك في عملك، والالتزامات الأسرية، الالتزامات الدينية: الصلاة في وقتها مع الجماعة مثلا، الورد القرآني اليومي، والأذكار، الترفيه عن النفس يجب أن يكون جزءا رئيسيا أيضا في خارطة نمط الحياة المفيد بالنسبة لك.

هذه البرامج تحتاج لتوسعة ولتطبيقات، ولا بد أن يكون لديك أخصائي نفسي ممتاز ليوجهك في هذا الخصوص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات