ما الاسم العلمي لحالة شعور مختلط بين الضيق والاكتئاب؟

0 9

السؤال

السلام عليكم.

أشكر السادة والسيدات الاستشاريين على ما يقدمونه من خدمة جليلة بالإجابة على الاستفسارات بكل رحابة صدر، وأتمنى أن لا يحرمهم الله ثواب ما يقدمونه من عمل.

أعاني من شعور مختلط بين الضيق والضجر والاكتئاب، يجعلني غير قادر على الاسترخاء، أتنقل داخل المنزل مرعوبا من حالتي، لا أعرف ما يحدث، وأنتف شعر رأسي، ولا أهدأ إلا عندما أنام، وعندما أدخل مرحلة النعاس يأتيني مثل الكهرباء في رأسي فأنتفض، ويختفي النعاس، وأكرر ذلك مرتين أو ثلاث حتى أنام، تستمر الحالة تقريبا 5 أيام على نفس الحدة لا تزيد ولا تنقص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك - أخي الكريم - على كلماتك الطيبة في حق الشبكة الإسلامية والعاملين بها، ومن جانبنا نرحب بك جدا، ونشكرك على إثرائك لهذا الموقع.

وصفك لحالتك وصف جيد وواضح، لكن طبعا الأمر يحتاج للكثير من الاستقصاء والمزيد من الاستبصار، لكن من المعلومات المتاحة هذه – أخي الكريم – فأنت تتحدث عن وجود تململ، وضجر، وضيق، وعسر مزاجي وصفته بالاكتئاب، وميولك لهذه الحركة المستمرة والتململ الحركي – كما أحب أن أسميه – وتأتيك هذه الهلاوس الكاذبة قبل النوم، وهذه معروفة جدا بالنسبة لنا، وتحدث دائما للأشخاص المنهكين نفسيا أو جسديا، والذين يعانون من قلق نفسي.

أخي الكريم: أنا أرى أنك تعاني من قلق اكتئابي، أو (الاكتئاب القلقي) – كلاهما صحيح – يعني: لديك مكون قلقي، ولديك مكون اكتئابي، وكثيرا ما يكون الاكتئاب من النوع العصابي، أي أن الإنسان يكون متضجرا كثير الحركة، ولا يرتاح فعلا إلا عند النوم. وصفك جميل – أخي الكريم - .

توجد حالات نادرة أخرى، مثلا مثل حالة حركة الأرجل المستمرة ليلا، هذه أيضا قد تكون مصحوبة بشيء من القلق الاكتئابي، لكن لا أعتقد أن هذه تنطبق عليك، أعتقد أن تشخيصك هو نوع من القلق الاكتئابي، والذي قد يكون مرتبطا بشخصيتك.

أخي: أنا أرى أن هذه الحالة يمكن أن تعالج وتعالج بصورة ممتازة جدا، تواصل مع طبيب نفسي، فعملية التوترات النفسية الداخلية تؤدي إلى توترات جسدية، تفقد الإنسان حقيقة القدرة على الاسترخاء مطلقا، كما وصفت أنت، يكون هناك تحفز شديد جدا من جانب العضلات ومن جانب الأعصاب، مما يؤدي إلى هذه الظاهرة، وهي غالبا تكون أيضا مرتبطة بكيمياء الدماغ، مواد كالسيروتونين والموصلات العصبية الأخرى قد تكون غير مستقرة، لذا مضادات الاكتئاب التي لها خاصية تخفيف القلق؛ أعتقد أنها ستكون مفيدة لك جدا.

تمارين الاسترخاء المكثفة أنت في حاجة لها حقيقة، ولا بد أن تذهب لأخصائي نفسي ليدربك عليها، كما أنه توجد برامج جيدة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وذلك بجانب تناول أحد الأدوية الممتازة لعلاج القلق الاكتئابي، وعقار مثل الـ (فلافاكسين) والذي يسمى تجاريا (إفيكسور)، يضاف إليه جرعة من عقار (بوسبارون) أعتقد أن هذه سوف تكون خلطة دوائية ممتازة وسليمة، لكن قطعا الطبيب الذي تراجعه سوف ينصحك بما هو مطلوب.

أخي: ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، رياضة المشي، رياضة الجري مهمة جدا بالنسبة لك، وحاول أن تكون إيجابي التفكير دائما، تتجنب التصادمات الفكرية السلبية، أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي، أن تطور نفسك مهنيا، أن ترفه عن نفسك بما هو جميل، تحرص في صلاتك في وقتها والدعاء، والذكر وتلاوة القرآن، لأنها تبعث طمأنينة كبيرة في النفس.

هذه هي نصائحي لك – أخي الكريم – وأرجو بعد أن تقابل الطبيب والأخصائي النفسي أن تبلغني عن الإجراءات التي تمت، ونساهم -إن شاء الله- بقدر ما هو مستطاع، حتى تصل إلى حالة صحية نفسية ممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات