كلما أتقدم لخطبة فتاة يتم الرفض.. هل أنا شخص غير مناسب؟

0 10

السؤال

تقدمت لخطبة أكثر من فتاة، ويتم الرفض مباشرة أو بعد يومين، وليس هناك نصيب، مع العلم أني من أسرة طيبة، وعندي شغل، ودخلي مناسب، ولا أعرف أسباب الرفض، والموضوع ضايقني وأحسست أني شخص غير مناسب؛ لأني لا أعرف أسبابه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
كن على يقين أن كل شيء في هذه الحياة يسير وفق ما قضاه الله وقدره، ولا يتخلف عن ذلك شيء سواء أمر الزواج، أو أمر الرزق أو غير ذلك يقول ربنا في كتابه العزيز:(إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

ما تشتكي منه له تفسيران الأول: أن من تقدمت لهن لسن من رزقك ولا نصيبك، ولذلك صرفك الله عنهن، وفي ذلك خير لك وإن كنت تشعر بالمضايقة، لكن أقدار الله كلها خير للمؤمن.

التفسير الثاني: أن يكون هنالك تدخل خارجي، وذلك عن طريق السحر بحيث كلما تقدمت لفتاة يتم رفضك، وهذا الأمر واقع وهو ما يسمى بسحر الصرف، ومن أجل التيقن من وجود هذا النوع من السحر أوصيك أن تبحث عن راق أمين وثقة بحيث يستكشف حالتك، فإن تبين أنك مصاب به، فعليك أن تباشر الرقية وتداوم عليها حتى ينتهي وفي هذه الأثناء لا بد من تحصين نفسك بالذكر، فتداوم على أذكار اليوم والليلة حتى إن شفيت بإذن الله تعالى لا يستطيع السحر أن يؤثر فيك مرة ثانية؛ لأن السحر يمكن أن يتجدد.

اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح بعد المحافظة على ما افترض الله عليك، وأهم ذلك أداء الصلاة في أوقاتها مع الإكثار من النوافل، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة يقول ربنا سبحانه: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

ارق نفسك بنفسك كذلك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية مثل سورة الفاتحة والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، ثم تنفث بدون ريق في كفيك وتمسح ما تيسر من جسدك.

لا تتضايق مما هو حاصل، وأحسن الظن بالله تعالى، ففي الحديث: يقول الله جل وعلا : (أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله)، وارض بما قدر الله لك يعظم أجرك، ففي الحديث:(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، فعليك أن ترضى بقضاء الله وقدره وحذار أن تتسخط وإلا فالجزاء من جنس العمل.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، فقد ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

اعلم أن العبد المؤمن يتقلب بين أجري الشكر والصبر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكانت خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يصرف عنك كل مكروه، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات