أعاني من النوم الكثير والإرهاق الجسدي

0 17

السؤال

لدي مرض اضطراب ثنائي القطب نوع ثاني، مشكلتي في الشعور المستمر بالإرهاق الجسدي والنفسي، والنوم فترات طويلة تصل ل ١٢ ساعة يوميا.

أمارس الرياضة أحيانا، وأحاول الحفاظ على قراءة سورة البقرة يوميا، ولله الحمد، وأقوم بجلسات تأمل واسترخاء مرة أسبوعيا على الأقل، وأنام مبكرا دائما، ولكني لا أستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر للأسف.

تحدثت مع الطبيبة ولكنها لا تستطيع فهمي، أعاني مع ضعف الكوادر الطبية النفسية حيث أعيش، ولذلك أتواصل معكم.

كذلك أحيانا أثناء التوتر الشديد، أشعر برغبة وتأتيني أفكار عن نتف شعر رأسي، قص الشعر، حلق الشعر، أو جرح نفسي بسكين حاد حتى ينشغل جسدي بالألم، في أحيان كثيرة أقوم بقصة فعلا لأنها أبسط فكرة مقبولة أو أقوم بممارسة رياضة بشدة باستخدام الحديد حتى يصل جسدي لحالة إرهاق، ويتخلص من التوتر والقلق.

أستخدم Serquel XR 50mg، وكلما حاولت زيادة الجرعة يزداد النوم، هل توجد حبوب تحل هذه المشاكل أم يجب التعايش معها، أم أنها مشكلة من حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله نوعية الاضطراب الوجداني الذي تعانين منه هو من الدرجة الثانية، يعني أنه من النوع الخفيف، وقطعا الحرص على الدواء مهم جدا.

أنت تستخدمين السوركويل بجرعة بسيطة، وهي خمسون مليجراما، لكن ما دامت لديك القابلية للنوم والنعاس أعتقد أن السوركويل لن يكون دواء مناسبا بالنسبة لك، وجرعة الخمسين مليجراما في حد ذاتها ليست جرعة علاجية، ولذا يجب أن تنتقلي لعلاج آخر، وأفضل دواء يناسبك هو عقار (إربيبرازول)، والذي يسمى (إبليفاي)، هذا دواء راق جدا، يجدد الطاقات، وفي ذات الوقت هو من أفضل الأدوية التي تعالج الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب.

يمكن في ذات الوقت أيضا أن تتناولي جرعة صغيرة من عقار (لامكتال) والذي يعرف باسم (لامتروجين)، هذه من أفضل مثبتات المزاج لحالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الخفيف بالنسبة لشخص يشعر بالتكاسل وكثرة النوم.

ناقشي الأمر مع طبيبتك أو مع طبيبك.

أنا أقدر مشاكل اللغة، لكن هذه هي الأدوية المناسبة ولا داع للسوركويل، وهذه الأدوية إن شاء الله تعالى تعطيك ضمان كاف أنه لن تحدث لك انتكاسة.

مثلا: الإرببرازول يمكن أن يكون بجرعة عشرة مليجراما فقط، تناوليها في المساء، لكن إذا أضعف نومك تناوليها في النهار.

أما بالنسبة للامكتال فتبدئي بجرعة خمسة وعشرين مليجراما لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ترفعيها إلى خمسين مليجراما يوميا. يجب أن يلاحظ أن اللامتروجين في بعض الأحيان قد يؤدي إلى حساسية جلدية، فإذا حدث لك هذا فيجب أن تتوقفي عن الدواء مباشرة، بخلاف ذلك هو دواء جميل جدا.

كلا الدواءين – الإرببرازول واللامكتال – لا يزيدان الوزن، وليس لهما أي إشكالات.

إذا لم يحدث توازن مزاجي ممتاز لديك فرصة أن ترفعي من جرعة اللامتروجين؛ حيث إن الجرعة الكلية يمكن أن تكون حتى مائتين مليجراما، لكن أنا أرى أنك في أقصى الأحوال لن تحتاجي لأكثر من مائة مليجراما في اليوم، هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.

أنا سعيد أن أعرف أنك تمارسين الرياضة، هذا أمر جيد جدا، واصلي على نفس النمط هذا، وطبعا النوم الليلي المبكر جيد جدا، حاولي أن تضعي ساعة المنبه بعيدة عنك، أو مثلا منبه التليفون، لا تضعيه بالقرب منك حتى تستطيعي الاستيقاظ للصلاة. وقطعا مع تبديل الأدوية وتناول الدوائين المذكورين – الإرببرازول واللامكتال – ستتجدد طاقاتك، وإن شاء الله ستبتعدين من هذا التكاسل تماما.

سيكون من الجميل أيضا أن تتناولي مثلا فنجان من القهوة المركزة - كالقهوة التركية مثلا – في الصباح، ولا مانع من تناول فنجان آخر في فترة العصر.

أتمنى أيضا أن تجري فحوصات طبية عامة، لتتأكدي من مستوى الدم، في كثير من الحالات فقر الدم قد يؤدي إلى الشعور بالكسل، ونقص فيتامين (د) أيضا يؤدي إلى الشعور بالكسل، ضعف الغدة الدرقية، ضعف إفرازها يؤدي إلى الشعور بالكسل، وكذلك فيتامين (ب12)، أنا لا أقول أنك مصابة بهذه الأشياء، لكن هذه الفحوصات الطبية الروتينية دائما تضع الإنسان في الإطار الصحيح.

بقي بعد ذلك أن تعيشي حياتك بكل قوة، بكل سعادة، اجتهدي في دراستك لتكوني من المتميزين، الرياضة، التواصل الاجتماعي، صلواتك في وقتها، حاولي أن تحفظي شيئا من القرآن الكريم.

بهذه الكيفية تجعلي لحياتك معنى حقيقي، هذا مهم جدا، لأن التكاسل أيضا ربما يكون ناتجا من عسر المزاج البسيط، أو درجة بسيطة من الاكتئاب، لا تشعرين بها أنت، لكنها تظهر في شكل كثرة في النوم وخلافه، لذا أنا حرصت أن أصف لك أدوية مثبتة للمزاج ومحسنة للمزاج وتجدد الطاقات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات