أعاني من مشكلة الخوف والقلق والتوتر دائمًا، ساعدوني.

0 12

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة الخوف والقلق والتوتر دائما، والخوف من المستقبل، وتوقع حدوث أشياء سيئة، حتى عندما يكون هناك مناسبة سعيدة أبقى متوترة، وأشعر أنها لن تكتمل، أو سيحدث شيء سيء يفسد المناسبة.

أشعر بالخوف من الخروج من المنزل، وإذا واجهت خوفي وخرجت يشتد توتري في السيارة، وأشعر بالدوار الشديد، وأنني على وشك الإغماء، ما يجعلني أزداد خوفا من أن يحدث لي شيء سيء وأنا بعيدة عن أهلي.

أشعر بألم شديد في صدري من الجهة اليسرى، وكذلك ألم في يدي اليسرى، وأشعر أنني عاجزة عن تحريكها أحيانا، وأخاف كثيرا عندما أشعر بذلك، واخاف أن أصاب بنوبة قلبية.

دائما أفكر بالموت، وأخاف كثيرا مع أنني ملتزمة -والحمد لله- ومؤمنة بقضاء الله، ولكن لا أستطيع التحكم في أفكاري، أحيانا أشعر أنني في عالم آخر، وليس لدي وعي بما يحدث حولي، كأنني في غيبوبة.

أشعر بأن أفكاري مشتتة دائما، لا أستطيع اتخاذ قرار، ولا أعرف ما الذي أريده؟ أنا من غزة، وأتمنى أن أسافر لأداء العمرة، والسفر لدولة أخرى للسياحة لكي تتحسن نفسيتي، ولكنني أشعر بالخوف كثيرا عندما أتخيل أنني سوف أسافر وحدي، وأبقى وحدي لفترة بعيدة عن أهلي، أتمنى أن أسافر وحدي حتى أشعر أن لدي القدرة للاعتماد على نفسي، وتحمل مسؤولية نفسي.

أتمنى أن أشعر أنني فتاة طبيعية أستطيع الاستمتاع بوقتي، في هذه المرحلة من حياتي أشعر بضيق شديد عندما أسمع عن فتاة أصغر مني سافرت وحدها؛ لأنني أشعر أنني عاجزة، ولا أستطيع أن أحقق أحلامي بسبب مخاوفي وتوتري، ونوبات الاكتئاب التي تأتيني بين فترة وأخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من أعراض قلق واضحة، والشخص القلق دائما يتوقع الأسوأ ويظل متوجسا دائما ويظل في حالة عدم راحة، ولا يستمتع بالحياة، ولا أدري هل هذه الأشياء معك منذ فترة طويلة أم لها تاريخ لبدايتها.

على أي حال: هذا قلق وتوتر واضح، ويحتاج للعلاج -أختي الكريمة- ويجب ألا تختبري نفسك، يجب عليك أن تعالجي المشكلة أولا، وإذا عالجتها اختفى هذا الخوف والتوتر، ونوبات الهلع والخوف من حدوث أزمة قلبية، هذه نوبة هلع، عندما تعالجين هذه الأشياء سوف تعيشين حياتك طبيعية، وتستطيعي أن تسافري لوحدك.

العلاج هو علاج دوائي وعلاج نفسي، العلاج الدوائي: أقترح استعمال دواء (سبرالكس) عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاجين إلى ستة أسابيع أو شهرين حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال، وإذا لم تزل بعد ستة أسابيع وبقيت بعض الأعراض فيمكن زيادة الجرعة إلى 15 مليجرام، ثم بعد أسبوعين ترفع إلى عشرين مليجراما، وتستمرين على السبرالكس لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك أوقفيه بالتدرج، بحذف (سحب) ربع الجرعة كل أسبوعين، حتى يتم التوقف منه تماما.

ثانيا: تحتاجين إلى علاج يؤدي إلى الاسترخاء، ويمكن أن تفعلي أشياء بنفسك تؤدي إلى الاسترخاء، ومنها الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة، هي تؤدي إلى الاسترخاء.

أيضا يمكنك تعلم الاسترخاء إما عن طريق الاسترخاء العضلي، بأن تشدي مجموعة من عضلات الجسم لفترة ثم ترخيها، وتكرري هذا عدة مرات، فهذا يؤدي إلى الاسترخاء العضلي ومن ثم الاسترخاء الجسدي والنفسي.

أيضا يمكن الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير)، بأن تأخذي نفسا عميقا وتخرجيه، وتكرري ذلك خمس مرات، ويعاد هذا التمرين عدة مرات في اليوم.

ويمكنك التواصل مع معالج نفسي ليعلمك الاسترخاء بصورة أحسن، ومن ثم تطبقيها في البيت، مع العلاج الدوائي، -وبإذن الله- إذا جمعت العلاج الدوائي مع العلاج النفسي سوف تختفي أو تقل بدرجة كبيرة جدا أعراض القلق والتوتر، ويمكنك أن تواصلي حياتك بصورة طبيعية عادية.

لا تركزي كثيرا على فكرة السفر، فأنت مسلمة عزيزة مكرمة، وهكذا أرادك الإسلام فمنع سفر المرأة بغير محرم حتى لأداء المناسك، فلا تركزي على هذه الفكرة وتجاهليها، وطبقي ما أوصيناك به من إرشادات، وبإذن الله تكون أمورك على خير ما يرام.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات