أعاني من اكتئاب ودوخة وضعف عام، فما الحل؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

منذ 4 سنوات كنت أعاني من وسواس الموت والمرض، والاكتئاب؛ بدأت رحلتي مع العلاج، حيث أخذت سوليان 200 وفافرين 100 وكويتابيكس، تحسنت حالتي النفسية نوعا ما، وتركت العلاج، وبدأت أتحسن، ونسيت الوسواس وكل شيء، وبدأت في الخروج والتعايش مع المجتمع.

منذ فترة قريبة بدأت أرغب في الزواج، وهذا شغلي الشاغل، ولا أستطيع بسبب الماديات والظروف في مصر، حيث الزواج مكلف جدا، وللأسف أخطأت مع أحد النساء بسبب عملي كرسام ديكور منازل،
فبدأت معي أعراض مخيفة:

أحيانا لا أشعر بجسدي، وتنتابني دوخة، فأقوم بقياس الضغط، في بعض الأحيان يكون منخفضا، وكنت أنام طوال النهار وأستيقظ في الليل، بدأت في استعادة نومي الطبيعي منذ أسبوع، وأستيقظ في الصباح أعاني من القولون العصبي.

عندما آكل أشعر بتعب رهيب فجأة ودوخة، وعدم وضوح الرؤيا، وقدمي لا تحملني، أخاف وأشعر برهبة من دخول المسجد، وكأنه سيغمي علي، وذلك بسبب موقف حصل لي عندما كنت صغيرا، وطردت منه، لا أنسى ذلك، كان مؤلما بعض الشيء، ولكني متيقن أن فرج الله قريب، أحاول التقرب من الله، ولكن دائما ما أبتعد وأعود إلى الخطأ، ودائما يأتيني الخوف وأشعر بعدم الاتزان أثناء الصلاة.

قمت بعمل الفحوصات، وكلها سليمة، ما عدا وجود التهاب بجدار المعدة بسبب القهوة والسجائر، كما أني أعاني من القولون العصبي.

أريد حلا فقد تعبت، ولا أدري ماذا بي؟ وماذا يحدث معي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

كما تفضلت أنت لديك مخاوف وسواسية تتعلق بالموت والمرض، وهذه وساوس شائعة جدا تعالج من خلال التحقير، وعدم الاكتراث إليها، وعدم الخوض في تفاصيلها، وعدم الاسترسال فيها، وصرف الانتباه عنها، والانتهاء عنها، والإنسان لابد أن يكون متوكلا ومتيقنا أنه في حفظ الله ورعايته، وأن تعيش حياة صحية: النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، الصلاة في وقتها، الاستمتاع بالعمل، وأن تكون منتجا، وألا تتخلف عن واجب اجتماعي، أن تكون لك آمال وطموحات وأهداف في الحياة، ومن طموحاتك هو الزواج، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك أمره.

وبالنسبة لمعاتبة النفس والشعور بالذنب حول الخطأ الذي بدر منك نحو تلك المرأة: أعتقد أن الأمر يخضع للتوبة، والتوبة النصوح تجب ما قبلها وتمحو ما قبلها، ومفرجة للكرب وللهموم أخي الفاضل.

وأريدك أن تعيش حاضرك بقوة، لا تتشبث بالماضي، الماضي فيه الكثير من الصعوبات، وأيضا فيه الكثير من الإنجازات، لكن دائما السلبيات تتجسد في تفكير الإنسان. عش الحاضر بقوة، لأن قوة الآن (الحاضر) هي دائما الأفضل، تدفعك نحو أن تعيش حياتك بكل إيجابية، وأن تنظر للمستقبل أيضا بأمل ورجاء.

هذه هي نصائحي العامة لك، وأرجو أن تتبعها.

لا تفرط في الصلاة أبدا –أخي الكريم– والمسجد هو مكان الأمان، ما الذي يجعلك تخاف حين تدخل المسجد؟ لابد ألا نقبل مثل هذه المشاعر، فهي مشاعر غير منطقية أبدا.

فيما يتعلق بالعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك ربما تحتاج لدواء مثل السيرترالين، دواء ممتاز جدا، ويسمى تجاريا (زولفت) أو (لوسترال) و(مودابكس)، وربما تجده تحت مسميات أخرى. تحتاج له بجرعة مائة مليجرام. أنا حسب ما أتصور أنك الآن لا تتناول دواء، فيما مضى تناولت الـ (سوليان) والـ (فافرين) والـ (كيوتابكس)، وحسب تصوري أنك الآن لا تتناول أدوية، فإن أردت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد ويصف لك الدواء المناسب، وإن كان ذلك صعبا عليك فأنا أعتقد أن السيرترالين دواء ممتاز جدا.

ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما، تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين يوميا – أي مائة مليجرام – تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بناء الدواء تدريجيا والثبات على الجرعة العلاجية ثم التوقف عن الدواء تدرجا هي الطريقة الصحيحة العلمية التي تقوم على الدليل، فأرجو –أخي الكريم– اتباع ذلك، وأريدك أيضا أن تدعم السيرترالين بدواء بسيط، دواء ( دوجمايتل/ سولبرايد )، هذا يفيدك جدا في موضوع القولون العصبي، والذي أصلا سببه العصابية والقلق.

الدوجماتيل تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: طبعا التوقف عن تناول السجائر وعدم الإكثار من شرب القهوة؛ هذه من شروط الحياة الصحية، فأرجو أن تتوقف بالفعل عن السجائر، لأنك تعرف أنها تضر بالصحة، وأنها غير نافعة، ولأنها ليست من الطيبات، بل إنها من الخبائث، وكن متوازنا في تناول القهوة وغيرها من محتويات الكافيين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات