ما زال يشعر أن حياته فارغة!

0 11

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة تعرفت على شخص عبر التويتر، وكان دائما يسألني أسئلة عن الإسلام، والآيات القرآنية والحياة الاجتماعية في الاسلام، فكنت أجيبه، وكان دائما يعاني من الاكتئاب وعدم وجود شيء مهم في حياته، وأن لا شيء يستحق أن يعيش لأجله، فكنت أرد عليه بمنظور الإسلام، أننا جميعا لدينا هدف في الحياة لأجل الخير وتعمير الأرض ودفع الشر.

مؤخرا دخل الإسلام، وأخبرني أنه ما زال يشعر أنه حياته فارغة، وليس هنالك شيء يدفعه للبقاء، تواصلت مع مركز إسلامي في مصر ليتابعوا معه تعلم الدين ويجيبوا على أسئلته، ولكن لا يرد أو يتابع معهم.

لذلك سأحاول أن أرى ردكم وأرسله إليه باللغة الإنجليزية، علها تكون إشارة ليعود إلى الطريق الصحيح، ويتخلص من شعوره السلبي نحو الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر الإسلام ونشره، ونسأل الله أن يجعل دخول ذلك الرجل في الإسلام في ميزان حسناتك، وقد أحسنت عندما تواصلت مع مركز إسلامي ليتواصل معهم، فإن الرجال أقدر على مناقشة الرجال، وكذلك أيضا في المراكز الإسلامية أهل اختصاص يستطيعوا أن يجيبوا على تساؤلاته.

ونحن نحب أن نجيب على السؤال الأول وقد أحسنت في الإجابة، لكنا نضيف ونقول: نحن خلقنا لعبادة الله -تبارك وتعالى-، وهي الغاية العظيمة التي خلقنا لأجلها، {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، هذه العبادة هي التي تحقق عمارة الكون ونشر الخير ودفع الشر.

هذه المعاني الجميلة التي أشرت إليها في الإجابة نحن أولا نؤمن بها، وكما قلنا نزيد عليها الغاية الأصلية وهي: توحيد الله -تبارك وتعالى-، الذي تكفل بأرزاقنا، الذي عنده الآجال، الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانه وتعالى، وهو الذي ينبغي أن نصرف إليه صنوف العبادة من ركوع أو سجود أو استعانة أو نذر أو حلف أو استغاثة أو دعاء، كل العبادات، {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.

أيضا عليه أن يدرك أن الخروج من الاكتئاب والوصول إلى مرحلة السكينة والطمأنينة لا يكون إلا بذكر الله، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

ثالثا: عليه أن يدرك أن الإسلام يشغل وقت الإنسان بالطاعات، وبأعمال الخير، فالمسلم يتقلب من طاعة إلى طاعة، {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب}، إذا فرغت من طاعة فانتقل إلى غيرها، وهذا يعطي حياة الإنسان قيمة كبيرة، ويجعل الإنسان لا يفكر بهذا التفكير السلبي.

كذلك أيضا من المهم جدا أن يعرف هذا المسلم الجديد أن الإسلام تصور يشمل الحياة كلها، ليس مجرد كلمات يرددها أو شهادة ينطق بها مع أهميتها، ولكنه انقياد لله -تبارك وتعالى-، وعمل بطاعته، وسعي لما فيه المصلحة.

يجب أيضا أن يعرف أن نفسه غالية، وأن هذه النفس عزيزة، وأنه ينبغي أن يستخدمها في الخير في هذه الدنيا، ويقصد بذلك وجه الله لينال الخير عند الله -تبارك وتعالى-.

من المهم جدا أن يعرف عقيدة اليوم الآخر، وأنه مساءل عن هذا التقصير، وأنه لا يجوز له الاعتداء على نفسه، وأنه هو الذي يعطي حياته قيمة عندما يشغلها بالله وبطاعته -سبحانه وتعالى-.

من المهم جدا أيضا تشجعيه على التواصل مع الإخوة، ولا مانع أيضا من أن يتواصل مع موقعكم حتى ولو كان باللغة الإنجليزية، حتى يجد الإجابات المحددة لأسئلته، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكثر من أمثالك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات