ما هي الوسائل التي تعين على الإعفاف؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع النافع ذي المحتوى الموثوق.

كيف أصل إلى مرتبة أعلى في الاستعفاف، فبفضل الله تعلمت حدود المعاملة مع الجنس الآخر من غض البصر، وعدم الخضوع بالقول، إضافة إلى عدم الاختلاء أو الملامسة أو الضحك، كما هداني الله عزوجل للصيام من حين لآخر بهدف حفظ الفرج أيضا، وصراحة هذه الأمور نفعتني جدا، ولم أعد أخالط غيري دون مراعاة لهذه الحدود، ولكن طبيعة الإنسان تميل إلى الانجذاب للجنس الآخر، حيث تهزمني العاطفة عادة لأجد نفسي أفكر في الذكور، وهذه الأفكار للأسف تلهيني عما ينفعني كديني، ودراستي وأهلي، أحاول قطعها، لكنها تعود تكرارا، فماذا عساني أفعل حتى أصل الى مستوى أعلى من العفة؟ وهل هناك أشياء أخرى أمرنا بها الله عز وجل أو نبيه -صلى الله عليه و سلم- للاستعفاف؟ فأنا في سن لا يسمح لي فيه بالزواج؟

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ashley29 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا السؤال الرائع الذي يدل على خير كثير فيك، ونسأل الله أن يثبتك وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد أن ما نقوم به من عمل هو واجبنا في خدمة أبنائنا وبناتنا، فأنتم الأمل بعد توفيق الله، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

جميل هذا السؤال والرغبة في الخير، وقد أحسنت بحرصك على الصيام، وعلى غض البصر، وتجنب الخضوع في القول، كأنك تتلمسين الآداب والتوجيهات الشرعية، والإنسان الذي يلتزم بالشرع لابد أن يجد الخير وينال الخير.

ولا شك أن من الخير للفتاة أن تبتعد عن مواطن الرجال، وأن تنحاز إلى أخواتها من الفتيات، فإن وجدت نفسها بين رجال فعليها أن تكون في قمة الحياء والستر، وتراعي الآداب التي أشرت إليها، وعليك كذلك بالصيام فإنه لا عدل له، والصيام أيضا هو توجيه نبوي في شأن من يريد أن يسيطر على هذه العاطفة.

كذلك أيضا أرجو ألا تنزعجي من مجرد وجود الميل، فللنساء خلق الرجال، وخلقت النساء كذلك للرجال، فما يحدث أمره طبيعي، ولذلك الشريعة وضعت التدابير الواقية، باعدت بين أنفاس النساء والرجال، حتى في مواطن العبادة، حيث جعلت خير صفوف النساء آخرها؛ لبعدها عن الرجال، وجعلت خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، فأنت ستكونين في خير وراحة وطمأنينة طالما حرصت على تحري هذه الآداب الشرعية.

إن كانت من وصية نوصيك بها فهي: شغل النفس بالمفيد، وقطع تواتر الأفكار عندما تأتي الأفكار العاطفية، حتى يكون مخزونك من العاطفة متوفر، فإن الإنسان الذي يتوسع في التفكير العاطفي؛ هذا خصم على سعادته المستقبلية، أما من تحافظ على عفتها – كشأنك أنت – وتحرص على طرح مثل هذه الأسئلة الرائعة والاستشارات المميزة؛ فستصل إلى الخير الكثير، والخير الكثير في العفة، حتى يهيأ الله تبارك وتعالى لك رجلا صالحا يكون في طريقك، يسعدك وتسعديه، ويعاونك على بلوغ العفاف، وتساعديه، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

ونكرر التذكير بكثرة الدعاء، وبكثرة الذكر لله تبارك وتعالى، بالترقي في رعاية الآداب، والتحسن في أمر الحجاب، وتحري الأماكن التي فيها صالحات، واتخاذ الصالحات صديقات، وتجنب كل ما يضعك في مواجهة الرجال، إلى غير ذلك من المعاني التي فيها عون لك بعد توفيق الله على بلوغ العفاف، ونحن سعداء بهذه الاستشارة، ونكرر لك الشكر، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات