أعاني من الخوف والقلق والتوتر والميل للعزلة

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشعر دائما بالخوف والقلق، وعندي توتر دائم، وفي الفترة الأخيرة أميل إلى العزلة، لا أريد أن أتعامل مع الآخرين، رغم أني اجتماعية في الأساس.

أصبح نومي قليلا جدا، غير المعتاد، ودائما في صداع، وعدم تركيز، كما ينتابني كسل رهيب، ولا أريد أن أفعل أي شيء في البيت، أو الأولاد.

علما أني أشعر بالضيق من هذا الإهمال إلا أنني لا أفعل شيئا، تعبت جدا ولا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

إن شاء الله هذه الأعراض بسيطة، تحمل سمات قلق المخاوف مع عسر بسيط في المزاج، أو إن شئت نسميه بـ(اكتئاب بسيط أو خفيف)، وإن شاء الله تعالى يكون عارضا ومؤقتا.

كثير من النساء يكن عرضة لهذا النوع من المشاعر في مثل عمرك، وهذه الحالات تعالج من خلال إيجابية التفكير، فأنت -الحمد لله تعالى- لديك خير كثير، وحياتك طيبة، فيجب أن تطردي الفكر السلبي وتستبدليه بفكر إيجابي، هذا أمر.

الأمر الآخر: لا بد أن تحسني الدافعية لديك، بأن لا تتخلفي عن الواجبات أبدا: اهتمامك ببيتك، بزوجك، بأولادك، صلاتك في وقتها، وإن استطعت أيضا أن تمارسي رياضة مثل رياضة المشي؛ تجدد الطاقات بشكل رائع جدا، وتقوي النفوس كما تقوي الأجسام.

ثالثا: من المهم جدا أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، النوم الليلي مهم، تجنبي السهر، اهتمي بالتغذية لديك، يعني: يكون الطعام متوازنا.

رابعا: يا حبذا لو قمت بإجراء فحوصات عامة، فحوصات لتعرفي من خلالها مستوى الدم لديك، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).

هذه فحوصات بسيطة جدا لكنها مهمة، وإن كان هنالك نقص أو اضطراب في أي شيء قطعا فسيتم إعطاؤك العلاج المعوض، مثلا إذا كان فيتامين (د) ناقصا –وهذا أمر شائع جدا– لا بد أن تتناولي وحدات للفيتامين ب12، وإن كان هنالك نقص في هرمون الغدة الدرقية فيجب أن تعوض من خلال تناول أدوية لتعويض هذا النقص، هذه كلها تؤدي إلى خلل في المزاج، وحتى فقر الدم من الأشياء التي يجهل الناس الجانب النفسي فيه، فإن فقر الدم يؤدي إلى تكاسل، وإلى اكتئاب، وإلى افتقاد في الدافعية.

إذا: أرجو أن تقومي بهذه الفحوصات التي ذكرتها لك، ويجب أن تكون صلاتك في وقتها، والورد القرآني حافظي عليه، واحرصي على الدعاء، وحافظي على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – وقومي بالتأمل الإيجابي والاستغراق الذهني الطيب، والفكر الإيجابي في كل شيء طيب.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى تكتمل الرزمة العلاجية – وهذا هو دأبنا في إسلام ويب – يمكن أن تتناولي دواء محسنا للمزاج لفترة قصيرة، عقار مثل الـ (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام) سيكون رائعا جدا بالنسبة لك، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة.

الدواء غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وليس له أي أضرار عضوية، فقط ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام في بعض الأحيان، فإن حدث شيء من هذا فاتخذي التحوطات اللازمة حتى لا يزيد وزنك، وإن كنت أرى مع جرعة العشرة مليجرامات إن شاء الله تعالى لا يحدث شيء من هذا القبيل.

تناولي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة، عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين.

هذا التدرج في تناول الدواء طيب جدا، جرعة تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة توقف متدرج، هذا هو المنهج العلمي الصحيح، والجرعة القصوى للسبرالكس هي عشرون مليجراما يوميا، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرا على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات