بعد القراءة عن الموت أصبحت أشعر بأعراضه، فهل هذه هلوسة؟

0 7

السؤال

السلام عليكم

أنا من مشاهدي موقعكم، قبل فترة فكرت بالموت وكنت على الفراش، وأصبت بالخوف، وبعد فترة كتبت ما هي علامات الموت؟ وبعدما قرأت بفترة أحسست أن هذه الأعراض تظهر علي فؤادي، هل هو موت أم هلوسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع الموقع، ونحيي مشاهدتك لهذا الموقع، ونشرف نحن بخدمة أبنائنا وشبابنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجلب لك السكينة والطمأنينة، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن الإنسان إذا فكر في الموت أو فكر في شيء فإنه كثيرا ما ينشغل به، والمؤمن مطالب بأن يكثر من ذكر هادم اللذات، لكن تذكر المؤمن للموت يدفعه للنشاط وللأعمال الصالحة، وللسعي في رضا الله، وللتوبة النصوح، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما أوصانا بأن نكثر من هادم اللذات كان يريد هذا المعنى العظيم؛ لأن الإنسان – يا ابني – إذا تذكر الموت انتبه لصلاته، وإذا ذكر الموت انتبه للسانه، إذا ذكر الموت انتبه للأعمال الصالحة التي يقوم بها، إذا ذكر الموت رد الحقوق لأصحابها، وهذا هو الهدف من ذكر الموت، ولكن أرجو أن تدرك أن هذا الذي يحدث معك، والذي دفعك لقراءة أعراض الموت هو عبارة عن هواجس ووساوس أرجو أن تطاردها.

والموت رغم أنه حقيقة إلا أن علامات الموت قد لا تكتب بهذه الطريقة المذكورة، ولذلك أرجو أن تتغافل عما قرأت من علامات الموت، وأيضا لا تحاول تطبيقها على نفسك؛ لأن هذه الأشياء إذا فكر الإنسان بهذه الطريقة، فإن الجانب النفسي يعمل، وله أثر كبير جدا، لدرجة أن الإنسان لو تخيل أنه سيمرض فإنه قد يمرض، ولو تخيل أن هذا المرض سيؤذيه هو سيشعر أنه في أذى، فالجانب النفسي مهم.

ولذلك أرجو أن تتغافل عن مثل هذه الخواطر المتتابعة، وانهض للحياة، فأنت ولله الحمد شاب، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، فالمهم هو أن يعمل الإنسان الصالحات، ويندفع في هذه الحياة إلى آخر لحظة، هكذا المؤمن، (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل).

فعليك أن تنهض لصلاتك، وذكرك لله، ودراستك، وكل الأعمال النافعة المفيدة، ونحن ننصحك بأن لا تذهب للفراش إلا عندما تكون بحاجة إلى النوم، وألا تمكث في الفراش بعد الاستيقاظ، وإنما تذكر الأذكار، ثم تنهض في نشاط لتسجد لله تبارك وتعالى، أو لتفعل الطاعات حسب الوقت الذي تنام فيه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية، ونكرر الترحيب بك في الموقع، وهذا ليس موتا، وليست أعراض موت، والدليل على ذلك أنك ولله الحمد بصحة جيدة، وتكتب إلينا وتتواصل مع الموقع وتشاهد ما يكتب فيه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات