التزمت وعدت إلى الصلاة ولكنني لا أشعر بحلاوة الإيمان.

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة كنت تاركة للصلاة، وعندما أصبحت أصلي منذ شهرين تقريبا لم أشعر بحلاوة الإيمان مطلقا، فقلبي أصبح جافا من الإيمان، لا أشعر بالطمأنينة في الصلاة، ولا عند قراءة القرآن، ولا عند ذكر الله، كما أنني عندما أريد أن أصلي أشعر بثقل ومجاهدة للنفس، أصلي بحركات جسدية دون روح.

أصبحت أشعر بأنني منافقة مع أنني أحب الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- والإسلام، ولكن كل ما أعاني منه خارج عن إرادتي، وأصبحت أخاف على نفسي أن أموت وأنا على هذا الحال، لا أعرف إن كنت مؤمنة أم منافقة أم كافرة والعياذ بالله! قررت الصلاة لأتوب إلى الله وأرتاح نفسيا، فانقلبت الأمور ضدي رأسا على عقب، فحياتي أصبحت بلا معنى لا أشعر بالإيمان ولا بالسعادة ولا بالراحة، أصلي وأقوم الليل وأدعو الله لكي يخرجني من هذه الحالة، ولكن الله لا يستجيب لي، أظن أنه لا يستجيب لي بسبب سخطه علي!

لا أعرف إن كان هذا ابتلاء من الله أو عقابا، وإن كان ابتلاء لماذا يبتلي الله العبد في دينه وهو رحمن رحيم لا يريد بعبده الهلاك ودخول النار؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولا نهنؤك بما من الله تعالى عليك من التوبة والعودة إلى الصلاة بعد تركك لها، وهذه نعمة عظيمة من الله تعالى ينبغي أن تكثري شكرها، فالصلاة ثاني أركان الإسلام، وهي الحد بين الإسلام والكفر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).

فما وفقك الله تعالى إليه من العودة إلى الصلاة والمحافظة عليها منة كبيرة ونعمة عظيمة، وعليك أن تصبري على طريق الالتزام والتدين، فإن فيه مشقة في أول الطريق ومجاهدة للنفس، ولكن هذه المجاهدة خاتمتها اللذة والسعادة في الدارين – في الدنيا والآخرة – ومن الطبيعي جدا – أيتها البنت الكريمة – أن تجدي ثقلا للعبادة في أول الطريق، فإنها على خلاف مشتهيات النفس ولذائذها.

والنفس داعية إلى الطغيان وإلى المعصية والهوى، فإذا جاهدها صاحبها ترقت قليلا قليلا إلى أن تصل إلى حالة الرضا والطمأنينة، وقد قسم الله سبحانه وتعالى النفس إلى ثلاث حالات، قسم حالات النفس إلى ثلاث حالات:

النفس الأمارة بالسوء، فهذه لا تأمر صاحبها إلا بالشر قبل أن يجاهدها ويهذبها، ثم ترتقي قليلا لتكون النفس اللوامة، بحسب الغالب من أحوال صاحبها، فإن كان قد جاهدها ورقاها فإنها تلومه على ترك الخير أو الوقوع في الشر، وكذلك العكس، إذا أهملها فإنها تلومه على ترك الشر. ثم المرتبة الثالثة وهي النفس المطمئنة التي استراحت إلى ذكر ربها وطاعته والأنس به، وهذه المرتبة لا تكون إلا بعد مجاهدة وبذل ومعاناة، ولكنك ستصلين إليها بإذن الله تعالى.

وخير ما ينفع القلب ويرققه ويصفيه قراءة القرآن بتدبر وتفكر، فأكثري من قراءة القرآن مع التدبر فيه، وأكثري من ذكر الله تعالى.

واعلمي جيدا أن الشيطان يحاول أن يصدك عن الطاعات وعن سلوك الطريق المقربة إلى الله تعالى ويثقل إليك العبادة ويغرس في قلبك اليأس والحزن، فلا تلتفتي إلى هذا كله، اعملي ما أمرك الله تعالى به، وأحسن ظنك بالله، وستجدين أنك تصلين بإذن الله تعالى إلى السعادة وحلاوة الإيمان.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات