كلما استخرت للزواج شعرت بعدم الراحة، فما السبب؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

دخلت في علاقة عاطفية مع فتاة بغرض الزواج بعلم والدتي ووالدتها، ووعدتها بخطبتها عندما أعرفها جيدا، فأعمانا الحب عن أشياء كثيرة كان لا بد أن أضعها في الحسبان، مثل المستوى الاجتماعي والفكري والثقافي، فكنت في الأول متقبلا لها، ولكن بعد فترة اكتشفت أنها ليست التي أريدها، وبسبب الحب ذهبنا لمنزلهم مرتين، وبعد المرة الثانية استخرت وتركت العلاقة، وأخبرتها أنني غير مرتاح، وبعد يومين أحسست أني ظلمتها، لأنه لم يكن هنالك سبب مقنع.

رجعت إليها واعتذرت لها، وطلبت منها فرصة، فرجعت لي، وبعد يومين أخبرتها أني استخرت ولم أرتح للموضوع.

الآن أشعر بالذنب والندم واللوم أني تركتها بغير سبب مقنع، والسبب وجود اختلاف أسري، أريد منكم طمأنتي، حتى لا أظلمها.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الابن الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونحيي إحساسك بعدم الرغبة في ظلم أحد من الناس، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ونسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد.

لا شك أن هذه العلاقة التي بدأت بالطريقة المذكورة كان ينبغي أن تنضبط أيضا بقواعد الشرع، وقد أحسنت عندما كانت بعلم والدتك ووالدتها، ولكن دخول الرجال دائما مهم في هذه المسائل، فهم الأولياء، وهم الذين يحتكمون إلى العقل بعد الشرع، والجميع ينبغي أن ينصاع لشرع الله تبارك وتعالى في ضوابط وقواعد العلاقة.

لا شك أن الذي حصل إذا كان قد حصل توسع في العلاقة بينكما، فإن هذا سيترك آثارا بكل أسف على الطرفين، والأهم من هذا أن الأمر يحتاج إلى استغفار منك ومنها، وتوبة منك ومنها على الذي حدث.

أما قضية الاستمرار من عدمه فهي متروكة للطرفين، وليس عيبا في الفتاة أن يتركها شاب، وليس عيبا في الشاب أن تتركه فتاة. ولكن الإنسان أيضا ينبغي أن يتخذ هذا القرار أن يحاول ويكرر ويستخير ويستشير، يعني: حتى هذه الاستشارة ما دمت على اتصال بالموقع كنا نتمنى لو أنها جاءت في مرحلة سابقة، حتى نستطيع أن نضع معك النقاط على الحروف.

ونحن لا ندري كيف استقبلت الفتاة وأسرتها هذا الموقف، ولكن نحب أن نقول: الأمر راجع إليك، والقرار بيدك، فإن كنت تستطيع أن تسعدها ولن تتذكر هذه الفوارق الأسرية أو غيرها – الفوارق الثقافية وغيرها – وتستطيع أن تستمر معها وتسعدها، فلا مانع من الرجوع، أما إذا كان هذا الأمر يستعصي عليك فمن المصلحة لك ولها أن يكون التوقف، وأن تستمر على هذا الذي حدث من البعد والابتعاد، وأنت مطالب أن تبتعد في كل الأحوال، لأن المسألة ليست لعبة، تقترب ثم تبتعد، تقترب ثم تبتعد، هذا هو الذي ما ينبغي أن يتكرر، فإما أن تتقدم لتدخل في حياة جادة، وإما أن تتأخر وتبتعد وتحسن الاعتذار.

ورغم مرارة التوقف وفسخ الخطبة أو إنهاء العلاقة إلا أنه الأفيد للطرفين، بدل أن يكون هناك تردد يستمر ويمتد، سواء حدث الزواج أو لم يحدث، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، وأرجو أن يكون في الذي حصل درس، فعلا الواحد منا ما ينبغي أن يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لأخواته أو لعماته أو لخالاته.

نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات