عاودني الأرق بعد أن توقفت عن السبرالكس!

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل النوم منذ ثلاث سنوات، لا أستطيع النوم المتواصل، وأستيقظ كثيرا أثناء الليل، واستخدمت السيبرالكس لمد ستة أشهر، وتحسنت -ولله الحمد-، وبعد سنة رجعت الحالة، فأخذت السيبرالكس مرة أخرى لمدة ستة أشهر، فتحسنت -ولله الحمد-.

عاودني الأرق مرة أخرى بعد سبعة أشهر، بعد أن توقفت عن استخدام الدواء، علما أنه ينزل دم من فتحة الشرج، فهل السيبرالكس سبب ذلك؟ وما هو العلاج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

اضطرابات النوم أسبابها كثيرة: القلق النفسي ربما يكون سببا، الاكتئاب النفسي سبب، النوم النهاري سبب، تناول الميقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء سبب، هذه كلها قد تكون عوامل وأسبابا لاضطرابات النوم، وأحيانا أيضا عدم الالتزام بالأذكار، أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ وأذكار الصباح والمساء، وأيضا عدم الاكتفاء بالنوم الحاصل، يعني: لا داعي للنوم الكثير، هذه كلها -حقيقة- لها أثرها على النوم وتنظيمه والاستمتاع به.

أنت استجبت استجابة ممتازة للسبرالكس، بالرغم من أنه دواء عادة لا يحسن النوم، أعتقد أنه أفادك من خلال تحسن مزاجك، وكذلك من خلال إزالة القلق، فاسعي في أن تزيلي هذا القلق بطرق طبيعية، أولا: اعتمدي على رياضة المشي، لا تنامي نهارا أبدا، حاولي أن تثبتي وقت النوم ليلا وتجنبي التأرجح في النوم، فبعض الناس يذهبون للفراش مثلا في الساعة التاسعة، وفي يوم آخر يذهبون للنوم في الواحدة أو الثانية صباحا، وهكذا، لا، يجب أن ننظم الساعة البيولوجية لدينا، وذلك من خلال أن نذهب للنوم بقدر المستطاع في وقت واحد ووقت ثابت، هذا – أختي الكريمة – مهم جدا.

وأريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء ليلا؛ فهي مفيدة جدا قبل النوم، حاولي أن – وأنت مسترخية وقبل أن تقرئي أذكارك – أغمضي عينيك قليلا، تأملي في شيء طيب، وافتحي فمك قليلا، ثم أغلقي فمك وخذي نفسا عميقا عن طريق الأنف، -هذا هو الشهيق- يجب أن يكون بطيئا وعميقا، ويستغرق هذا الشهيق سبعا إلى ثمان ثوان، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، هذا مهم جدا لينتشر الأكسجين انتشارا فعالا في الجسد، بعد ذلك قومي بإخراج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون أيضا بقوة، وببطء، ويستغرق سبعا إلى ثمان ثوان. كرري هذا التمرين خمس إلى ست مرات متتالية، وسوف يفيدك كثيرا.

ودائما قبل النوم الإنسان يجب أن يتأمل في الأشياء الطيبة، ولا يفكر في أشياء تحتاج إلى عمق تفكير تجعله يخرج عن النوم، لا تشغلي نفسك بمشاغل الحياة وقت النوم، واعلمي أن النوم هو حاجة بيولوجية، ليس يتصنعه الإنسان أو يبحث عنه وهو ليس بحاجة إليه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك دواء يسمى (ميرتازبين) وهو موجود في السودان، ليس هنالك ما يمنع أن تتناولي هذا الدواء بجرعة 7,5 مليجرام – يعني نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 15 مليجرام، أو ربع حبة من الحبة التي تحتوي على ثلاثين مليجراما – وسبعة ونصف مليجرام قد تكون كافية، وإذا لم يتحسن نومك بصورة ممتازة فيمكن أن تجعلي الجرعة 15 مليجرام ساعة قبل النوم، ولا مانع أن تتناوليه لمدة شهر إلى شهرين أو ثلاثة، وبعد ذلك تتوقفي عنه، ويمكنك تناوله عند اللزوم.

يتميز الميرتازبين أيضا بأنه محسن جدا للمزاج.

السبرالكس قطعا دواء ممتاز، لكنه مكلف بعض الشيء ماديا، وهو حقيقة يزيل القلق والتوترات أكثر مما يحسن النوم تحسينا مباشرا.

بالنسبة لموضوع الدم الذي ينزل من الشرج – أختي الكريمة -: لا أرى أن للسبرالكس علاقة بذلك، وإن كان قد ذكر أن السبرالكس والفلوكستين والباروكستين في حالات نادرة جدا يمكن أن تؤدي إلى نزيف بسيط في المعدة، هذا الأمر يحدث لكبار السن، وهو نادر الحدوث، لكن ليس من مسببات نزول الدم عن طريق الشرج، فيا أختي الكريمة: يفضل أن تقابلي مختصا في الجراحة، فلربما تكون هنالك بواسير داخلية أو شيء من هذا القبيل، أرجو ألا تهملي هذا الموضوع، لأن علاجه سهل -إن شاء الله تعلى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات