كيف أتخلص من هذه العلاقة العاطفية السيئة؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أنا بحاجة إلى استشارة حتى أرتاح من حب فتاة تلاحقني، حيث وصلتني رسالة على الفيس من فتاة لا أعرفها، وكانت كما تقول بالخطأ.

تعرفت عليها، ورأيت كم هي جميلة، فقررت التعرف عليها من باب إن كانت تصلح للزواج، لكن بعد 3 أيام اكتشفت صعوبة تفكيرها، وأنها مدللة وغير منطقية، رغم أن عمرها 29 سنة، وبدأت أتعب في التعامل معها، وأحبتني خلال هذه المدة القصيرة، فطلبت منها بعد أسبوع من التعارف أن لا نتكلم مع بعضنا، وأن ننهي العلاقة، فأصبحت تبكي، وهددتني بالانتحار، وكانت جادة بالموضوع، فاضطررت لمداراتها، واكتشفت أنها أصغر أخواتها، وتعيش في البيت لوحدها مع والديها، وهما كبار في السن، وأنها لم تمر بعلاقة عاطفية من قبل، وتحب التملك، وتغار بشدة، وتغضب وتبكي لمجرد أن أتأخر في الرد عليها.

حاولت أن أشرح لها ظروفي السيئة، وعدم قدرتي على الزواج، لكنها ترفض، فقررت بعد 3 أسابيع بالضبط إنهاء العلاقة، وأخبرتها أننا في عمر لا يسمح لنا بتجربة الحب، ويجب أن نفكر بعقلانية، فقامت تبكي وبلعت كمية كبيرة من الأدوية لتنتحر، وبصراحة تدمرت نفسيتي، وأصبحت أترجاها وأتوسل لها حتى استفرغت، ولكن تدهورت صحتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يبعد عنك هذه الأعمال، وأن يهديك والفتاة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنكم سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

لا يخفى عليك أن مثل هذه العلاقات التي تكون في الخفاء لا يمكن أن تقبل من الناحية الشرعية، والإسلام لا يقبل بأي علاقة لا تنتهي بالزواج، ولذلك نتمنى أن تتخلص من هذه العلاقة، ولن تنجح في ذلك إلا برجوعك ورجوع الفتاة إلى الله تعالى، فتب إلى الله تبارك وتعالى مما حصل، وأخبر الفتاة بأنه حتى إذا رغبت في الزواج – وهذا أمر ستفكر فيه – فإنه لا يجوز لكما أن يكون التواصل بالطريقة المذكورة، لأن هذا ليس في مصلحتكما، حتى ولو تزوجتما، لأن الذي يبنى على المعصية ويبنى على الباطل لا يمكن أن يوصل إلى نتائج صحيحة.

بين لها أن من مصلحتها ومن مصلحتك ومصلحة الاستقرار الأسري لكل واحد منكما في أن تتوقف هذه العلاقة طاعة لله تبارك وتعالى، ثم اجتهد بعد ذلك في ربطها بأخواتك، أو عماتك، أو الوالدة، حتى يكون تواصلها مع النساء، وبين لها أنك لا تستطيع أن تواصل هذه العلاقة إلا إذا كانت وفق الضوابط والقواعد الشرعية، وهذا ما ينبغي أن تسعى فيه، إن كنت جادا وراغبا في الزواج، وإن كان غير ذلك فلابد أيضا أن يحدث هذا التواصل حتى يكون الانفصال عنها، وحتى يكون التوقف عنها كأسرة بتدرج.

فإن رفضت هذا الأمر فلست مسؤولا عما يحدث لها طالما كانت العلاقة غير شرعية، ولكن نحن نتمنى أن تتلطف في الخروج، وأحسن وسيلة أن تدخل النساء، تدخل الأخوات أو العمات أو الخالات، أو حتى الوالدة تتكلم، أو تستأذنها في أن تتكلم معها وتكلم أهلها، ويمكن للكبار أن يقولوا: (سنترك هذه العلاقة الآن، وعندما يتجهز الشباب بعد ذلك ما يقدره الله تبارك وتعالى هو الذي سيكون وهو الذي سيمضي)، وهذا الكلام المهم الذي ينبغي أن يكون واضحا أمامك وأمام الفتاة.

الفتاة ليس لها أن تهدد بالانتحار، فالانتحار جريمة الجرائم، وتضر نفسها، وإذا كنت لا تريد الإكمال معها فلا أنصحك بالاستمرار في العلاقة ولو للحظة واحدة، أكرر: مما ننصحك به للتخلص من هذه العلاقة ربطها بالنساء، والاقتراح عليها أن يكون التواصل بين والداتك ووالدتها وبين أخواتك وبينها، أو نحو ذلك، وعدد كبير من الفتيات تعتذر عند ذلك وعندها تتوقف، لأنه أيضا من الفتيات من تريد تقضي وقتا، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم الخير، ونتمنى أن نقضي أوقاتنا فيما يرضي الله تبارك وتعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات