جاءتني نوبة هلع أثناء الصيام فأصابني الخوف، فما العلاج؟

0 16

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على كل ما تقدمونه من نصائح، وإرشادات، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا وليد، أدرس في الجامعة، بعمر 21 سنة، لدى قليل من الميول للعزلة والخمول، أنا كذلك مصاب بالحساسية، والتي تحصل معي كل فصل ربيع، وأجد صعوبة في التنفس بسببها، وقد حصلت معي في رمضان الماضي نوبة هلع شديدة قبل 10 أيام من نهايته، فكانت النوبة في وقت الصيام، وأردت أن أفطر لكن تحملت حتى المغرب، وهو ما زاد من النوبة، وشعرت بخدر في كامل الجسم وانقطاع النفس، والدوار والبرد.

أخذوني للمستشفى، وقالوا: إني بخير، وهي مجرد نوبة، ولما رجعت إلى البيت حصل معي صداع نصفي ظل لمدة 10 أيام، لكن المشكل الذي صار يؤرقني كثيرا وجعل حياتي مكتئبة أنني صرت أخاف كثيرا من الصيام، وصرت أصوم بصعوبة بالغة منذ ذلك اليوم الذي حدثت معي النوبة.

علما أن النوبة عادت بعد رمضان مرات أخرى وصرت أخاف من الإحساس بالجوع، وأفكر أن النوبة ستأتي إذا صمت، لذا أنا في حالة نفسية جدا سيئة، لدي أيام أفطرت فيها في شهر رمضان لم أتمكن حتى من قضائها بسبب هذا الخوف من الصيام، من فضلكم ساعدوني بالنصائح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

النوبة التي أصابتك هي نوبة قلق مخاوف حادة من نوع الفزع أو الهرع، ولا علاقة لها بالصيام لا من قريب ولا من بعيد – أيها الفاضل الكريم – نقص السكر في الدم إذا اعتبرنا أن الصيام يؤدي إلى نقص في السكر – وهذا لا يحدث غالبا – لا علاقة لهذا الأمر أبدا بالصيام، فلا تجعل للشيطان سبيلا لأن يتلاعب بك في عبادتك، الصيام عبادة عظيمة، وأنا أؤكد لك أن الصيام له آثار طبية إيجابية جدا، وقد أذكر في تقارير ودراسات طبية أن ممارسة الرياضة والصيام المتقطع – وربما يقصدون بهذا صيام الاثنين والخميس وثلاثة من كل شهر – هي من أفضل الوسائل التي تكمل الصحة النفسية وترتقي بها، فضلا عما ذكر في ديننا الحنيف (الإسلام).

أيها الفاضل الكريم: عليك بالصيام، وعليك بالقيام، وعليك ألا تفتح أي مجال للشيطان، وأنت تحتاج أن تتناول أحد العلاجات الدوائية الممتازة التي تعالج قلق المخاوف ونوبات الفزع، إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فاذهب إليه، وإن لم يكن ذلك ممكنا فسأصف لك الدواء.

من أفضل الأدوية عقار يسمى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، دواء غير إدماني، غير تعودي، وسليم، وفعال، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها كجرعة تمهيدية لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ الجرعة الوقائية بأن تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أريدك – أخي الكريم – أن تنخرط في برنامج رياضي، رياضة المشي أو رياضة الجري ورياضة السباحة وكرة القدم مع مجموعة من الشباب، هذا كله فيه خير لك كثير، وأريدك أيضا أن تتدرب على التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات واسترخائها، وتمارين التأمل إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي سيدربك عليها، وإن لم تستطع فيمكن أن تطلع على أحد البرامج على اليوتيوب، وتطبق برامج الاسترخاء هذه بكل دقة، مفيدة ومفيدة جدا.

أنصحك أيضا بأن تحسن إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن ترفه عن نفسك بما هو جميل، وأنت في هذا العمر من المفترض أن تكون في الجامعة، فحاول أن تستفيد من وقتك إذا كنت لا زلت في الدراسة، وإن لم تكن فابحث عن عمل، وابحث عن دراسة، لا تجلس بدون أنشطة، في المحيط الأكاديمي التعليمي أو في محيط العمل. قيمة الرجل في هذه الأشياء، وهذا حقيقة يعطيك ثقة كبيرة جدا في نفسك.

موضوع الحساسية الموسمية هذه: طبعا تتخذ التحوطات اللازمة، وقطعا أنت متابع للطبيب، وبالمناسبة الحالة النفسية تؤثر على الحساسية، لذا إن طبقت البرامج التي ذكرتها لك – برنامج الرياضة، التفكير الإيجابي، تمارين الاسترخاء، حسن إدارة الوقت، رفع الهمة الأكاديمية أو العملية، الترفيه عن النفس، وتناول الدواء الذي ذكرته لك – هذا في حد ذاته إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرا في علاج هذه الحساسية.

الصيام، الصيام، الصيام، والقيام، هذه نصيحتي لك، وما تعاني منه هي مجرد وسوسة شيطانية، أرجو ألا تفتح لها بابا، ولا تسترسل معها، وانتهي منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات