أريد حلا لمشكلة التوتر فأنا أعاني منها كثيرا.

0 12

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي التوتر منذ الطفولة، ولا يوجد سبب معين للتوتر، فأنا متوترة دائما وهذا يجعلني عصبية، وفي آخر ٣ أشهر أشعر أن عقلي لا يشتغل ولا يعرف التفكير نهائيا، ولا أتذكر الأشياء، مثلا إذا قمت بشراء الأغراض وعدت إلى المنزل لأعيد حسابها لا أعرف، وعندما أذاكر مع ابني لا أعرف.

أشعر أن حياتي متوقفة، أريد دواء طبيعيا لا يسبب الإدمان وليس له أي آثار جانبية؛ لأن الدواء يؤثر علي جدا؛ لأن أعصابي ضعيفة، وأتمنى أن يكون هناك دواء لتقوية الأعصاب؛ لأنني تعبانة جدا، وأعاني من الأرق فأنا لا أستطيع النوم جيدا، وأتمنى أن أنظم نومي، وأعيش حياة طبيعية، وأتخلص من التوتر والعصبية، ويعود عقلي يشتغل كما كان من قبل.

أرجو الإفادة، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Nevein حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أنه لديك قلق عام، وهو الذي يشعرك بالتوتر ويشعرك بتسارع الأفكار وتداخلها مما يعطيك الإحساس بأنه على مستوى التفكير وعلى مستوى العقل تفتقدين للراحة، هذه سمة من سمات القلق، والقلق في كثير من الأحيان لا يكون له أي سبب، قد يكون جزءا من البناء النفسي للشخصية، وقد يكون جزءا من حساسية الشخصية.

القلق يجب أن نفهم وندرك أنه طاقة مطلوبة في حياتنا، القلق هو الذي يحركنا، هو الذي يحسن الدافعية عندنا، هو الذي يساعدنا على النجاح، فالذي لا يقلق لا ينجح، لكن إذا تعدى القلق هذا المعدل الصحي الطبيعي المتوازن والمتكيف هنا تحصل إشكالية.

ومن خير الوسائل التي تجعلك تستفيدين من هذا القلق هو أن تمارسي الرياضة كمتنفس أساسي، النفس لها محاسب ولابد لهذه المحابس أن تفتح، والرياضة هي أحد السبل التي حقيقة تقوي النفوس وتحول القلق السلبي إلى قلق إيجابي، وتحسن النوم ولا شك في ذلك. رياضة المشي أيضا في مثل عمرك هذا تقيك إن شاء الله من هشاشة العظام، حيث إن النساء لديهن قابلية كبيرة لهشاشة العظام فيما بعد سن الأربعين. فإذا الرياضة كإطار علاجي مهم جدا.

توزيع الوقت، وتجنب النوم النهاري، والحرص على النوم الليلي، وتبيت وقت النوم ليلا، بمعنى أن الإنسان يتجنب السهر ويتجنب كذلك النوم المبكر، تكون هنالك وسطية في الوقت الذي يذهب فيه الإنسان إلى الفراش، ولابد أن تكوني في حالة استرخاء تام قبل النوم، تقرئين الأذكار، تقرئين سورة الملك، تتأملين في شيء طيب وجميل، تطبقين بعض التمارين التنفس الجميلة جدا والمفيدة، تمارين استرخائية ممتازة:

تأملي في شيء طيب وأنت مستلقية على ظهرك على السرير، وافتحي فمك قليلا، وافتحي أيضا عينيك لكن ليس بشدة، ومع التدبر والتأمل في شيء جميل خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، عملية الشهيق هذه يجب أن تستغرق سبع إلى ثمان ثوان، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، ثم أخرجي الهواء بقوة وببطء عن طريق الفم، ويجب أن يستغرق الزفير هذا أيضا سبع إلى ثمان ثوان أيضا. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية. ولابد أن يكون هنالك تأمل وتدبر واستغراق ذهني إيجابي، هذا مهم جدا – أيتها الفاضلة الكريمة -.

كثير من الناس وجدوا أن قراءة القرآن قبل النوم تسهل لهم النوم كثيرا، خاصة قراءة آية الكرسي وسورة الملك وسورة الإخلاص والمعوذتين، فقط حين يضع الإنسان جنبه اليمين ويبدأ في أحد هذه الأذكار مباشرة يكون قد استغرق في النوم وفي ثبات.

وفي أثناء اليوم أريدك أن تحسني إدارة الوقت – كما ذكرت لك -: الأنشطة المنزلية، تطلعي على قراءات جميلة، تتواصلي اجتماعيا، الطبخ، كل هذا يجب أن يأخذ حيزا من وقتك، لتتفجر طاقات القلق هذه في الاتجاه الصحيح ولا تكون محتقنة.

أنا سأصف لك دواء بسيطا جدا، إن شاء الله يحسن النوم ويحسن مزاجك، ويقلل القلق. الدواء يسمى (ترازودون Trazodone) ويسمى تجاريا (تريتيكو Trittico)، هو غير إدماني، غير تعودي، لا يؤثر على الهرمونات النسائية أبدا، تناوليه بجرعة خمسين مليجراما ليلا ساعة قبل النوم لمدة أسبوعين، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات