قلق وتوتر ووسواس الموت يلاحقني في كل مكان.. أريد علاجا

0 11

السؤال

السلام عليكم
أنا أم لطفلين أعاني من القلق والتوتر والخوف ووسواس الموت يلاحقني في كل مكان، فهل هناك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والخوف والوسوسة والخوف من الموت أعراض شائعة جدا، لكن لا بد من المزيد من المناظرة والاستقصاء ومعرفة الكثير من التفاصيل حتى نصل إلى التشخيص الصحيح، متى بدأت هذه الأعراض وكيف بدأت، وإن كان لديك تاريخ أسري أو ليس لديك تاريخ أسري، وظروفك الاجتماعية ... هذه كلها أمور مهمة جدا لوضع الخطة العلاجية الصحيحة.

فإن كان بالإمكان مقابلة طبيب نفسي أعتقد أن ذلك سيكون هو الأمر المهم، وعموما هذه الحالات تعالج بصورة جيدة جدا، هنالك علاج سلوكي، وهنالك علاج اجتماعي، وهنالك علاج دوائي، وقطعا العلاج الإسلامي دائما مطلوب في مثل هذه الحالات.

فأكرر: إذا كان بالإمكان أن تقابلي طبيبا نفسيا، فهذا أفضل لك كثيرا، وإن لم يكن ذلك ممكنا وكانت هذه الأعراض مستمرة معك لأكثر من شهرين، وأنك غير مرضع، فيمكن أن تتناولي عقارا يسمى علميا باسم (سيرترالين)، هذا دواء مضاد للمخاوف وللوساوس، والجرعة التي نوصي بها في مثل هذه الحالات هي جرعة صغيرة.

الحبة تحتوي على خمسين مليجراما، تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

هذه جرعة بسيطة من هذا الدواء، وفي حالتك أنا أعتبره علاجا تجريبيا؛ لأن الكثير من الأمور غير موضحة كما ذكرت لك، وفي جميع الأحوال الدواء سليم وغير إدماني، وأكرر أن الجرعة جرعة صغيرة.

موضوع الخوف من الموت – أيتها الفاضلة الكريمة -: نحن دائما نقول أن هنالك خوف مرضي، وهذا حقيقة يجب أن تتخلص منه الناس، الخوف المرضي من الموت تجد الإنسان يخاف من الموت ولا يغير مسارات حياته أبدا، يستمر فيما هو مستمر فيه، ولا تجد هنالك التزاما لا بالصلاة ولا بالعبادات ولا خلافه، ومن كان ملتزما بهذه الأمور كان في طمأنينة وسكينة وراحة بال، هذا خوف مرضي، ونقول للناس: لا تخافوا من الموت، لأن الموت أصلا آت ولا شك في ذلك.

أما الخوف المحمود الخوف الشرعي، فهذا مطلوب، وهذا لا يجعل الإنسان في وجل أبدا، يجعلك تتذكر الموت، والكيس هو الذي يتذكر الموت حقيقة، وفي ذات الوقت الإنسان يعيش الحياة بقوة وبإقبال وبسعادة وبإنتاجية، ويذكر الموت ويخاف منه، وتكون قناعاته {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، فهذا هو الخوف المحمود، أما الخوف الوسواسي والخوف التوتري القلقي الذي لا داعي له، فهذا يجب أن يحقر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات