أعاني من وسواس الكفر، فهل خرجت من الملة؟

0 25

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من الوسواس القهري بشدة، وأريد الاستفسار عن حالات وقعت لي، وهل فيها كفر مخرج عن الملة؟

1- كنت أمشي فبدأ الوسواس بطرح أفكار الكفر، وبعدها بدأ يقول لي تخيل أنك عشت على زمن الرسول لكان قد استغفر لك، فتمتمت وقلت يا نبي الله اشفع لنا عند الله في الآخرة، فتذكرت أن دعاء غير الله شرك أكبر، فاستغفرت واغتسلت، أريد أن أعلم هل هذا الذي حصل لي شرك أم يوجد عذر؟

2- كنت أتكلم مع والدتي، وكثيرا ما أمزح أنا ووالدتي، وكانت تعاني من أعراض الزكام، فقلت لها احجري نفسك؛ فنحن لا نعلم هل عندك كورونا؟ فابتسمت وقالت سأحجر نفسي ولا حاجة لأن تحضروا لي طعاما أو شرابا (قالتها للمزاح فقط)، فقلت هل ستصومين 14 يوما؟ قالت أجل سأضرب عن الطعام،(كنا نمزح ولم أقصد أن أستهزئ بالصيام أو بالدين ) فهل ما قلته استهزاء أو ردة؟

3- عندما تخطر على بالي هذه الأفكار والوساوس أحاول تجاهلها، أو ردها، ولكن حصل لي بعض المرات أنني استرسلت معها، وبدأ الشيطان يوسوس لي بنكت وأحداث فيها استهزاء بالدين، فتبسمت وضحكت، فهل يكفر الإنسان إذا ضحك بسبب فكرة في باله فيها استهزاء بالدين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يذهب عنك هذه الوساوس ويكتب لك العافية.

ثانيا: الوساوس – أيها الحبيب – داء خطير وشر مستطير، إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه حياته، فصيحتنا لك أن تكون جادا في التخلص من هذه الوساوس قبل أن تتسلط عليك.

ثالثا: الخلاص من هذه الوساوس – أيها الحبيب – هو في التزام التوجيهات النبوية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تتلخص في أمور ثلاثة:

الأول: الإعراض عن هذه الوساوس تماما وعدم الاشتغال بها، فليس لها علاج أفضل ولا أحسن من هذا الإعراض.

الثاني: اللجوء إلى الله تعالى وطلب الحماية منه بالاستعاذة به سبحانه، وأن يقول الإنسان إذا داهمته هذه الوساوس (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ويكثر من قراءة المعوذتين.

الثالث: الاشتغال بذكر الله تعالى، فإن ذكر الله تعالى حصن حصين يتحصن به المؤمن من الشيطان.

هذه الوصايا الثلاث جمعتها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال لمن أصيب بشيء من هذه الوسوسة: (فليستعذ بالله ولينته)، وفي حديث آخر: (فليقل آمنت بالله).

واعلم - أيها الحبيب – أنه لا خلاص لك من عناء هذه الوساوس وشرها إلا بأن تتبع هذه التوجيهات التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون جادا في ذلك، واحذر من أن يجرك الشيطان إلى مزيد من الاسترسال مع هذه الوساوس، وكل ما نتج عن هذه الوساوس فهو معفو عنه لا يؤاخذك الله تعالى به، فإنك تكره هذه الوساوس وتنفر منها، وهذا دليل على وجود الخير والإيمان في قلبك، وعليك أن تتبع ما أسلفناه من الوصايا والتوجيهات.

نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يصرف عنك كل سوء، ويعجل لك بالعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات