أحاول أن أرتقي بنفسي وأتقرب إلى الله.

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
في الواقع وصلت إلى مرحلة أكره نفسي، دائما ما أحاول أن أنسى شكلي وأقول لنفسي أن الجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي، لكنني أحقد على نفسي وعلى تصرفاتي لطالما حاولت أن أرتقي بنفسي
وأقترب إلى الله ولكنني يئست.

أنجح يوما وأرضى بنفسي لفترة وأعود مرة أخرى وهكذا، والأمر الذي دائما يضايقني أنه اكتمل من الرجال كثيرا ولم يكتمل من النساء إلا أربعة.

أقول بنفسي لماذا لم أكن أنا مريم، ولماذا لم أكن أنا من الأربعة، أو لماذا لم يكتمل غير أربعة؟ أعلم أن الله تعالى هو العادل الحكيم ولكن أعذروني على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على التواصل المستمر مع الموقع، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

حقا الجمال الحقيقي هو جمال الروح، وأن جمال الشكل لا ميزة لإنسان، ولا فضل له فيه، والله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا ولا إلى أجسادنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فجملي هذا القلب بالتوحيد لله، والمراقبة لله تبارك وتعالى، واجتهدي في عمل الصالحات، فإذا تأخرت فاسألي الله تبارك وتعالى التوفيق، لكن اعلمي أن ما يحدث لك من صعود وهبوط وقرب وبعد من الله تعالى أمر طبيعي، لأننا في صراع مع عدونا الشيطان، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولكن ساعة وساعة) فالإنسان كثيرا ما يقترب من الله تبارك وتعالى ثم تأتي لحظات الهبوط، وشعورك بأن هناك لحظات تتراجعين فيها في قربك إلى الله دليل على حيوية، ودليل على ضمير حي، ودليل على أنك تسيرين في الطريق الصحيح.

والمرأة تبلغ الكمال عندما تتشبه بالكاملات، وعندما تتأسى برسولنا خاتم الرسل والرسالات، والإنسان يستطيع أن يبلغ المنازل الرفيعة، والنساء حقيقة صاحبات فضل، ووراء كل عظيم امرأة، فهل نجح العباد وهل نجح أهل الصلاح وهل نجح الإمام أحمد وأصبح إماما يشار له بالبنان إلا لأن وراءه امرأة عظيمة، أم صالحة تشجع، وزوجة صابرة تعين وتشجع، فوراء كل عظيم امرأة، فلأن كان النجاح في الرجال كثير فإن السبب الخفي والسبب الحقيقي لذلك النجاح عندما نبحث سنجده في الأمهات وعند الأخوات.

فاستمري في الصعود، واحرصي على طاعة الله تبارك وتعالى، ولا تفكري بالطريقة المذكورة، وكلما وجدت في نفسك كسل استعيني بالله تبارك وتعالى، واستأنفي المسير إلى الله، واحرصي على أن تخلصي لله تبارك وتعالى، لأن ما كان لله دام واتصل، واعلمي أن الأمر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصيته لأبي ذر: (أخلص دينك يكفك القليل)، نحن لم نؤمر بكثرة العمل، ولكن أمرنا بتجويد العمل، {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، لم يقل (أكثر عملا) وإنما قال: {أحسن عملا} يعني: أخلصه وأصوبه، فالخالص ما كان لله، والصواب ما كان على خطى وهدى النبي صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على هذه الاستشارة التي تدل على نفس حية وضمير يقظ، نسأل الله لنا ولك الثبات، ولا تنسي أن تقولي في دعائك: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

مواد ذات صلة

الاستشارات