لا أستطيع التركيز في دراستي وأحسد المجتهدين على ذلك.

0 14

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة في دراستي، فلا أستطيع التركيز، ودائما أفكر في الآخرين وأشعر بالضيق لأنهم ناجحون.

أعلم بأن هذا الشعور يعتبر حسدا، ولكن كيف أتخلص منه حتى أتمكن من التركيز في دراستي؟

وأرجو وصف علاج نفسي وليس علاجا دوائيا.

شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية المباشرة، التي تعينك بمشيئة الله في التخلص من الحالة التي تعانيها:

- إذا غيرت هدفك من "التركيز في نجاحات الآخرين" إلى التركيز في دراستك و "نجاحك" فإنك سوف تتفوق؛ لذا عليك صرف الانتباه عن زملاءك، والانتباه إلى تحصيلك الدراسي، واستغل نجاحهم ليكون عمل "محفز" لك وليس مثبطا لعزيمتك.

- لا تؤجل الدراسة والواجبات، بل أنجز كل ما هو مطلوب منك؛ فهذا سيثير فيك الالتزام والرغبة في التعلم.

- صمم برنامجا لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.

- صمم قوائم تبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المنجزة لكل مادة.

-  الانتهاء من الدراسة أولا ثم ممارسة الهوايات المفضلة -قراءة المادة الدراسية بإتقان وتركيز، ومراجعتها جيدا-.

- اختر بعض الزملاء الفضلاء وراجع معهم المادة العلمية؛ فهذا سوف يشجعك ويوجد فيك حب التنافس.

- قلل من استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي، وتطبيقات،...).

أخي الكريم، أما بالنسبة للحسد:

فهو مرض عضال، ومن أشد معاصي القلب، ومن أخلاق اليهود؛ كما قال الله تعالى عنهم: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)، وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا.... وروى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) فالحسد خبيث، ولكنه يبدأ بصاحبه يؤذي صاحبه قبل غيره.

فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يحذرا ذلك بسؤال الله العافية، المؤمن يضرع إلى الله أن يزيل ذلك من قلبه حتى لا يبقى فيه شيء، ومتى أحسست بشيء فلتجاهد في كظمه وإبقائه في القلب من دون أذى للمحسود لا أذى فعلي ولا أذى قولي.

وأنصحك بالمداومة على ذكر الله عندما تعجب بشيء عند الناس، وقل بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. وعود نفسك على "الرضا" بما قسمه الله لك، فبغير ذلك سوف تعاني من الضيق والحسرة على ما لدى الناس.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات