جميع من حولي يستغلون علاقتي بهم لتحقيق مصالحه!

0 8

السؤال

السلام عليكم.

أنا لست انطوائية، أحب أن أكون صداقات، وأقترب من الناس، ولكن المشكلة أنه لا يوجد لدي أصدقاء ولا صديقات!

الناس يحترمونني كثيرا، ويرون أنني صاحبة عقل راجح، ودائما يستشيرونني في مشكلاتهم، وأسعى لحلها، ويثقون برأيي بشدة، ولكن بعد أن أقف بجانبهم يختفون فجأة، وعندما أحتاج إلى الحديث عن مشاكلي لا يسمعونني، يستمعون لي فقط عندما يخصهم الأمر.

يتكرر هذا الأمر مع جميع الناس بلا استثناء، جميع الذين أحببتهم لا يبادلونني نفس الشعور، فأنا في موضع احترام فقط، ولكن لا يرون أنني أصلح صديقة مقربة إليهم.

حتى في علاقتي مع الجنس الآخر، لا يرغب أي رجل في الزواج مني، وأنا -والحمد لله- جميلة وأتمتع بجاذبية فائقة، وهناك الكثير من الشباب أحبوني، ولكن لا يفكرون في الارتباط بي، حتى بعد زواجهم حاول الكثير منهم التقرب مني، ولكن بالطبع رفضت، فأنا أخاف الله ولا يمكن أن أخون أحدا.

لا أعلم لماذا يحدث معي ذلك! وكثيرا أجلس وحدي وأبكي بحرقة، أشعر بالاستنزاف من الجميع، لا أحد من الفتيات تتخذني صديقة سوى وقت المصلحة، ولا أحد من الرجال يفكر في الزواج بي، أشعر بالوحدة القاتلة، وسمعت أن الله إذا أحب عبدا حبب الناس فيه، فهل الله لا يحبني؟ أرجو منكم بعض النصح.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحات، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

عليك أن تحمدي الله الذي جعل الناس يحتاجون إليك ولا تحتاجين إليهم، وأرجو أن تستمري في هذا العطاء، وثقي بأن ما قدره الله لك سوف يأتيك، فلا تستعجلي، فالكون ملك لله، ولن يحدث في ملك الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى. وإذا كنت بهذه الصفات العالية من النضج والخير والجمال والدين فسيأتيك ما قدره الله لك، وفي كل الأحوال ينبغي أن توقن الفتاة أن هذا أمر يقدره الله تبارك وتعالى في الوقت الذي يريده الله تبارك وتعالى.

فأشغلي نفسك بطاعة الله، وطوري ما عندك من مهارات، وكوني عونا لمن يريد المساعدة ليكون الله في حاجتك، فإنه من كانت في حاجة إخوانها وأخواتها كان الله في حاجتها، ومن فرجت عن أخواتها فرج الله تبارك وتعالى عنها، ومن يسرت أمور أخواتها يسر الله أمرها وسهل لها وأعانها وكان معها فيما يحب ويرضى.

وأرجو أن تحشري نفسك في زمرة الصالحات، وأن تبرزي بينهن ما وهبك الله من أشياء جميلة وصفات جميلة، واعلمي أن معظم النساء في تجمعاتهن فيهن غالبا من تبحث عن أمثالك من الصالحات الفاضلات لابنها أو لأخيها أو لعمها أو لخالها أو لقريب لها، أو نحو ذلك، ولذلك للفتاة يشرع هذا، وهذا من بذل الأسباب، أن تبرز ما عندها من أشياء جميلة وآداب رفيعة بين جمهور النساء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

واعلمي أن الناس أحيانا لا يتخذون الصداقة بسرعة، لأنهم يرونك مثلا ناضجة وعاقلة وهم دون المستوى، أو نحو ذلك، فعليه: نحن ننصحك بأن تتواضعي للجميع، وأن تقتربي من الجميع، وأن تحرصي إذا وجدت صالحة أن تقتربي منها وتحاولي أن تؤسسي لصداقة معها، فليس من الضروري أن يبدأ الناس، بل أنت تستطيعين أن تبدئي بالتقرب إلى الصالحات، ثم تصادقي جميع الصالحات، ثم تختاري عددا منهن ليكن الأقرب إليك دون سواهن من البنات.

على كل حال: أرجو ألا تنزعجي من هذا الذي يحدث، ونلاحظ أنك أيضا في عمر ليس فيه داع للانزعاج، والفرص -إن شاء الله- أمامك كثيرة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، ونشرف بتواصلك المستمر مع الموقع، وندعوك إلى الاستمرار في طاعة الله، وشغل النفس بما يرضي الله، وتطوير ما عندك من مهارات وملكات، والاستمرار في التواصل مع الموقع، وانتظار ما يقدره الله تبارك وتعالى لك من الخير، وعدم الانزعاج لما يحصل من الناس، فالناس أصلا ومعظم الناس يبحثون عن مصالحهم، وخير الناس أنفعهم للناس، وبشرى لك أن كانت حاجة الناس من خلالك وفي حاجة إليك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات