كلما أراد الصلاة تحدث له مشاكل في القولون، فما تعليقكم؟

0 17

السؤال

‏السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لدي صديق عزيز علي، وهوعلى خلق ودين، وإمام وخطيب، ولكن عنده مشكلة أنه يكون على ما يرام طول الوقت فإذ أراد الصلاة تحدث عنده مشاكل في القولون، مثل شد البطن وعدم الاستطاعة لقضاء الحاجةـ ويمكث في الحمام لوقت طويل، وإذا دخل الصلاة بعد هذا التعب لا يكمل ركعة إلا ويخرج ريحا، فيتخلف عن الجماعة ويذهب لقضاء حاجته ثم يلحق بالصلاة.

أنا قلت له: إن هذا قلق وتوتر ورهبة من الإمامة، والأمر تطور، فالله أسأل أن ينصرنا بالحق وما فيه صلاحنا وشفاؤنا.

ما الحل والعلاج؟ بارك الله فيك يا دكتور، ونحن من مصر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على ثقتك في الشبكة الإسلامية، وعلى اهتمامك بأمر هذا الأخ، وأنت وصفت حالته بصورة جيدة جدا، والذي يظهر أن الذي عنده فعلا هو نوع من الرهبة أو عدم القدرة على المواجهة، أو أنه يضخم ويجسم في وجدانه مهمته التي يقوم بها، وهي الصلاة بالناس، وقطعا أن تكون إماما فهذه مهمة كبيرة ومسؤولية عظيمة، لكن ما دام قد تم اختياره لها فهو أهل لها -إن شاء الله تعالى- ويلبي شروطها.

أنا أعتقد أن هذا الأخ يحتاج إلى نوع من المدارسة مع نفسه، وإعادة صياغة تفكيره حول الصلاة بالناس، بأن يستشعر عظمتها، ويجب أن يستشعر أن ما يقوم به حقيقة ليس بالأمر السهل، وأن الله قد اصطفاه لهذا الأمر، فأعتقد أن تفهمه بصورة عميقة لهذه المهمة أعتقد أن ذلك سيساعده كثيرا.

هذا الأخ أنا أنصحه أيضا بأن يلجأ لما نسميه بالتعريض، مثلا إذا كان من الممكن أن يقوم بدروس بسيطة بعد الصلاة، يقرأ حديثا أو أي شيء من هذا القبيل، هذا النوع من التعريض يساعده كثيرا، وإذا كان يخطب بالناس الجمعة أيضا له فرصة أن يشرح وأن يأتي بالقصص وشيء من هذا القبيل، وهذا كله يساعده حقيقة على ما نسميه بالتعريض الإيجابي، أن يعرض نفسه للموقف الذي يهابه.

أريده أيضا أن يعرض نفسه في الخيال، يتصور مثلا أنه يصلي بالناس، وكأن العدد كبيرا جدا، وكأن هنالك بعض المشايخ وبعض العلماء خلفه في الصف الأول، يتصور هذه المواقف، هذا كله تعريض جيد جدا.

هذا الأخ قطعا يحتاج لعلاج دوائي، هنالك دواء سيفيده كثيرا جدا، الدواء يسمى (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (لوسترال) و(مودابكس) و(زولفت)، سواء سليم، غير إدماني، يبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة عشرة أيام، ثم يجعلها حبة واحدة يوميا – أي خمسين مليجراما – لمدة شهر، ثم يجعلها حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم يجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتوقف عن تناول الدواء.

الدواء كما ذكرت لك – أخي الكريم – سليم جدا وفاعل جدا وغير إدماني، له بعض الآثار الجانبية، فليس هناك دواء يخلو من أثر جانبي، أحد آثاره الجانبية هو أنه ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، كما أنه ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.

طبعا إذا تمكن أن يذهب إلى طبيب نفسي فهذا أيضا سيكون داعما بالنسبة له، لكن في ذات الوقت أقول إن ما ذكرته يكفي تماما.

بما أن لديه هذه المشاكل في القولون أو ما يسمى بالقولون العصبي يحتاج لممارسة الرياضة، المشي يوميا مهمة جدا، رياضة المشي مفيدة جدا، تساعد على علاج هذه الأعراض النفسوجسدية كما نسميها.

أيضا لو درب نفسه على تمارين الاسترخاء، هذه تمارين ممتازة، وهي سهلة جدا، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة صحيحة.

أسأل الله تعالى له التوفيق، وأشكرك أخي الكريم على اهتمامك بأمره، وعلى ثقتك في إسلام ويب.

إن شاء الله تعالى سوف يقدم الدكتور عقيل المقطري – جزاه الله خيرا – النصائح الشرعية للشيخ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ عقيل المقطري. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

إن هذا الأخ يصاب بالتوتر والقلق عندما يحين وقت الصلاة، فلذلك يحدث له هذه الأعراض التي ذكرتها، ومن أجل هذا ينبغي أن يعتاد على عمله، ويقبل عليه بصدر منشرح من دون خوف أو توتر فالأمر لا يحتاج كل هذا التوتر.

نوصيه أن يأخذ نفسا عميقا كلما شعر بهذا الشعور وألا يفكر في مسألة الخطأ في بعض الآيات مثلا أو السهو في الصلاة؛ فكل ذلك يمكن معالجته بيسر وسهوله، فديننا دين اليسر فإن أخطأ في القراءة ولم يجد من يراجعه وتلعثم قطع القراءة من تلك السورة وقرأ سورة قصيرة وركع، وإن سهى ونبه لذلك تدارك الأمر كما ورد في السنة.

بالنسبة للخطبة يمكن أن يكتبها ويقرأها من الورقة فذلك أضبط للوقت، وأضمن ألا يتلجلج، وليس هنالك عيب في قراءة الخطبة، ومع الوقت سيتعود على الارتجال.

من الوسائل التي تقلل من التوتر شرب كأس من عصير ورق النعناع، فإنه يهدئ الأعصاب تهدئة جيدة، ويكون تناوله قبل الصلاة أو الخطبة.

قد يكون مصابا بنوع من الوسواس، بحيث يوسوس له أنه خرج منه الريح في الصلاة وفي الحقيقة أنه لم يخرج، فإن كان متيقنا فذلك أمر آخر، أما إن كان مجرد شك فعليه ألا يلتفت لذلك ويتم صلاته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي أحدكم الشيطان فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) فالعبرة في هذا الحال على اليقين وليس على الشك.

إن استمر هذه القلق والتوتر فننصح الأخ بعرض نفسه على طبيب مختص فلعله أن يعطيه بعض العقاقير الطبية التي تذهب عنه القلق والاضطراب، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات