كيف أتعالج من الاكتئاب؟ وهل هو بسبب ضعف الإيمان؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني من نوبات هلع وأعراض شديدة، و-بفضل الله- بدأت أتحسن، وكنت أذهب لطبيبة، وأخذت ست جلسات دون أدوية، لكن انقطعت الجلسات بسبب ظروف الطبيبة، ولا أستطيع التواصل معها، فماذا أفعل؟

أعاني من الاكتئاب، وأشعر بتأنيب الضمير، لأني أعرف أن المكتئب قليل الإيمان، وبعيد عن الله، علما أني أحافظ على الصلوات وأذكر الله في كل وقت، وألجأ إليه، ومقتنعة تماما بتغيير الأفكار السلبية، لكن لا أستطيع التطبيق، ودائما أعاني من الخوف والحزن، وهذا يؤثر على حياتي، أرجو الرد.

ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

الأعراض التي تحدثت عنها هي أعراض قلق اكتئابي، وأنت ذكرت أنك قد قمت بجلسات نفسية مع الدكتورة، وهذا أدى إلى تعديل كبير في الناحية المزاجية عندك، وهذا أمر طيب.

أنا أعتقد أنك يمكن أن تطبقي نفس الآليات العلاجية السلوكية النفسية التي أطلعتك عليها الطبيبة، وأهم شيء – وأنا متأكد أن الطبيبة قد ذكرت لك هذا – هو أن تغيري أفكارك، الاكتئاب دائما محاط بالأفكار السلبية، أو هو أصلا ينتج عن أفكار سلبية، فاستبدلي أي فكرة سلبية لديك بفكرة إيجابية، وهذا ممكن جدا.

دائما أيضا تأملي وتدبري في الحياة بتفاؤل وإيمان بمقدراتك وبالأشياء الطيبة في حياتك، هذا يبدل مشاعرك كثيرا، وهنالك أمر مهم جدا، وهو: السلوك والأفعال، لأن الإنسان أصلا من الناحية النفسية هو أفكار ومشاعر وأفعال. الاكتئاب النفسي دائما يعطي الإنسان الشعور بعدم الفعالية، ويقلل لديه الدافعية، والإنسان حين لا ينجز على الأقل واجباته يحس بالندم، وهذا يؤدي إلى المزيد من الخذلان النفسي والاكتئاب النفسي، فلذا أنا أنصحك بأن تكوني حازمة جدا مع نفسك في القيام بواجباتك الأسرية، وواجباتك المنزلية، والحمد لله تعالى أنت تحافظين على صلاتك، وهذا أمر ممتاز جدا.

أكثري من الصلات الاجتماعية، وتواصلي مع من تحبين التواصل معهن، وعليك برياضة المشي، رياضة المشي مهمة جدا، خاصة في مثل عمرك، تمنع عنك إن شاء الله هشاشة العظام، تحسن معنوياتك ومشاعرك جدا، وهذا الأمر ثابت تماما.

حاولي ألا تتركي أي مجال للفراغ، لأن الفراغ الذهني والفراغ الزمني تملأه السلبيات والأفكار الخاطئة دائما، ولا يأت بأي إيجابيات، فحاول أن تكوني مجدية في إدارة وقتك.

أيتها الفاضلة الكريمة: ليس صحيحا أن الاكتئاب يأتي لقليل الإيمان، هذا ليس صحيحا أبدا، الاكتئاب يأتي لكل إنسان، يأتي للبر وللفاجر، وللمسلم وللكافر، وللغني وللفقير، وللأبيض وللأسود، لكن قطعا الإنسان حين يأتيه الاكتئاب ويتمسك بحبل الله المتين قطعا هذا يفرج الكرب كثيرا، وأحد الأشياء التي كلف بها المسلم هو العلاج، (ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من جهله)، إذا المؤمن الذي يأتيه الاكتئاب يحاول أن يصبر، أن يجد الحلول وأن يجد العلاج، ويذهب إلى مرافق العلاج، يذهب للمختصين، وأنت قد أحسنت في ذلك بأن ذهبت إلى الطبيبة.

وأنا أريد أن أؤكد لك على شيء مهم جدا، وهو: العلاج الدوائي، هذا الأمر لا خلاف حوله، في مثل عمرك هذا – حفظك الله – الاكتئاب يكون اكتئابا بيولوجيا، أي أنه مرتبط بمواد كيميائية في الدماغ. شاوري الطبيبة وتواصلي مع أي طبيب نفسي، لكن من ناحيتي أنا أرى أنك تحتاجين لعلاج دوائي، وأعتقد أن عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام) سيكون دواء ممتازا جدا في حالتك، لأنه سليم، ولأنه فاعل.

وللفائدة راجعي وسائل التخلص من الاكتئاب سلوكيا: (288014 - 237889 - 241190).

هذه نصيحتي لك – أيتها الفاضلة الكريمة – وأشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات