قطعت علاقتي بزميلي السيئ، فهل أعتبر آثما؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

لدي زميل مسلم في العمل، يستخدم في تعامله معي أساليب الكذب والبيع والخيانة والنذالة، فقطعت التعامل معه نهائيا إلا في حدود السلام ورد السلام، وهو يحاول بشتى الطرق من نقاش ومزاح والكلام في كل شيء للرجوع إلى العلاقة السابقة، وأنا أرفض الرجوع حتى لا يقع بيننا ما هو أسوأ، مثل السباب أو أي شيء آخر، فهل أعتبر آثما؟ خاصة أنه يحاول إرجاع العلاقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يهدي زميلك ويهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئ الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

لا ذنب عليك في أن تجعل العلاقة محدودة مع هذا الإنسان الذي يأتيك منه الشر أو يجرك إلى الشر؛ فإن الإنسان ينبغي أن يحدد المسافة بينه وبين الآخرين، والتعامل مع الناس أنواع، فمن الناس من تعامله كالدواء تحتاجه في أوقات، ومنهم كالغذاء تحتاجه أكثر، ومنهم كالهواء من لا تستغني عن التعامل معه، ومنهم من التعامل معه داء، ولذلك الإنسان ينبغي أن يحدد الكيفية التي يتعامل بها مع الآخرين.

ومن الضروري إبقاء شعرة العلاقة، شعرة العلاقة التي تبقى مع السلام، والسؤال عن الأحوال إذا غاب وإذا مرض، وإذا عطس تشمته، وإذا مرض تعوده، يعني: هذه الأشياء التي هي حق للمسلم على أخيه. لو اكتفيت بهذه فلا حرج ولا مانع، أما إذا أحدث توبة وشعرت أنه يتغير فلا مانع من أن توسع دائرة التعامل، وفي كل حال: أنت مأجور طالما أنت تتفادى الشر من خلال التعامل مع هذا الشخص الذي مارس معك صنوفا من الأخلاق التي لا يرضاها الله، وأنت أيضا لا تحبها.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر أيضا ضرورة التواصل معه ومع غيره، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر. نسأل الله أن يعينك على الخير والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات