أبي لا يصلي ويقع في الكفر والمحرمات، كيف أنصحه؟

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أريد أن أعرض عليكم يا أساتذتي مشكلة، قد حاولت جاهدا في حلها لكن لا جدوى، أرجو من صميم قلبي أن تساعدوني في حلها، ولكم جزيل الشكر.

أبي رجل لا يصلي، حتى أحيانا عندما يغضب يكفر بالله - والعياذ بالله -، في العادة أنا أغضب غضبا شديدا عندما يقوم أحد بسب الله عز وجل أو رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الدين، أغضب لدرجة الجنون، لكن هنا الحال مختلف فهذا أبي ولا أستطيع أن أفعل شيئا.

والله نصحته كثيرا، ذكرته بالآخرة وبعاقبة ترك الصلاة والنظر إلى المحرمات، وهو يكذب كثيرا.

دعوت الله كثيرا أن يهديه وأن يهدي إخوتي معه، ودائما ما أقوم بانتظار أوقات استجابة الدعاء وخصوصا الثلث الثالث من الليل لكي أدعو لنفسي وله بالهداية، والله أنا لست شخصا كاملا لكنني - والحمد لله - كل ما فعلت ذنبا تبت منه، ولم ولن أمل من التوبة.

أحيانا ما أقوم بنشر بعض المواعظ على صفحاتي على وسائل التواصل لكي يراها أبي، لعله يتوب ويتعظ.

هل هناك طريقة لإقناع أبي بالصلاة والمداومة عليها؟ أسألكم أن تدعوا الله له بالهداية.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الوالد وبصلاح الإخوان، وأن يجعلنا وإياك سببا لمن اهتدى، هو ولي ذلك والقادر عليه.

سعدنا جدا بهذه الرغبة في الخير، ولا نملك إلا أن ندعو لك، وندعوك للاستمرار في بذل الدعوة والنصح للوالد، وتغيير الأساليب، واعلم أن دعوة الآباء ودعوة الأمهات نحتاج أن نستهدي فيها منهج الخليل – عليه وعلى نبينا صلاة ربنا الجليل – الذي كان يعامل والده بلطف، رغم أنه لم يكن عابدا للأصنام فحسب، بل كان ساندا لها وقائدا لعبدة الأصنام والأوثان، كان مع ذلك يلاطفه ويناديه: {يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ... يا أبت}.

أرجو أن تستخدم هذا اللطف، وأن تنتقي الكلمات، وأن تقدم بين يدي دعوته صنوفا من البر، واعلم أن ما حصل منه من عدوان وكفر وبعد عن الله تبارك وتعالى لا يبيح لك التقصير في حقه، قالت أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم: (أتتني أمي وهي مشركة وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم صلي أمك)، هنا تتجلى عظمة هذا الشرع، بل إن لطفك معه وحسن تعاملك معه وزيادة البر له من أكبر الأشياء التي يمكن أن تؤثر عليه بعد توفيق الله تبارك وتعالى.

لا نملك إلا أن ندعوك أن تستمر في الدعاء، وشكرا لك على تحري الأوقات الفاضلة، ثم تستمر في دعوته، وتتلطف معه في ذلك، ونحن بدورنا ندعو الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بهدايته، ونبشرك بكلام النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو الوالد، أحب الناس إليك، سبب وجودك بعد الله تبارك وتعالى مع الوالدة.

أرجو أن تستبشر ببشارة النبي عليه الصلاة والسلام، ولك منا بشارة أخرى، وهي: أنك مأجور بمجرد الدعوة، سواء قبلها أو لم يقبلها، أنت تؤجر على دعوتك إلى الله، والدعوة إلى الله لا أقول من أفضل الأعمال، بل هي من أرفع مقامات الدين، فنسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يهدينا ويهدي بنا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، ونكرر لك الشكر على هذه الاستشارة الرائعة، التي تدل على روح من الخير، أرجو أن تستمر وتثبت عليها.

نسأل الله لنا ولك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات