أعاني من التشتت بسبب كثرة الأفكار والظنون

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أنا الآن أتناول الزولفت، ولكني أصبحت مشتتة، فالعلاج لم يؤثر في، وقد بدأت تناوله منذ 3 أشهر، وبدأت أشك أن ما لدي ليس اضطراب ما بعد الصدمة، لا سيما بعدما انتبهت لما كان يحصل لي وأنا صغيرة، فقد كنت أعاني من ضغوطات وصدمات متلاحقة، وكنت أظن دائما أن الناس يتكلمون عني، وأنهم يتحدثون عني كنبية مستقبلية!

كنت أضحك ضحكا هيستيريا على أمور يفترض أن أبكي فيها، وكنت أجلس في مكان أو أقف ولا أتحرك أدنى حركة لفترات طويلة، وما زالت بعض تلك الظنون تصاحبني، مثل أن الناس يظنون أني سارقة، ويجب أن أبعد تلك الشكوك عني أو أن هناك من يتآمر علي، ولكن أحاول أن أتجاهل ذلك.

كما أني أرى أشياء غريبة كالبكتيريا تتحرك في مجال رؤيتي، وهي ليست الأجسام الطافية، وأحس بمذاق بعد الأطعمة، وكأنني آكلها، وحركات غير إرادية، وعدم القدرة على الاهتمام بنفسي أو غرفتي.

ملاحظة: أمي مريضة بالذهان، وأنا أثق في هذا الموقع الرائع، ولذلك أرجو أن أجد حلا لتلك المشكلة التي تمنعني من أن أعيش بشكل طبيعي، وأشعر بتشوش يعيقني عن الصلاة بتركيز، أو قراءة القرآن، ولم أعد أستطع أن أصلي النوافل أو أن أصوم التطوع كما كنت أو أن أذاكر خاصة أني في الصف الثالث الثانوي، وكذلك علاقتي بالآخرين، والواقع من حولي فأحس أنني منفصلة عنهم، ولا أقدر على عمل أشياء بسيطة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

قطعا نوعية الفكر الذي يأتيك فيه طابع وسواسي ولا شك في ذلك.

درجة الظنون والشكوك التي عندك لا أعتقد أنها وصلت لمرحلة الذهانية، لا أعتقد ذلك، أعتقد أنها في نطاق الوسواس، لكن تحوطا لا مانع أن تتناولي جرعة صغيرة من مضادات الذهان، عقار (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام سيكون عقارا جيدا جدا بالنسبة لك، تتناوليه ليلا.

هناك دواء آخر وهو الـ (إرببرازول) والذي يعرف تجاريا (إبليفاي)، تتناوليه بجرعة خمسة مليجرام، وأعتقد أن الإرببرازول سيكون أفضل لأنك صغيرة في السن، والرزبريادون أحيانا قد يرفع من مستوى هرمون الحليب والذي يسمى برولاكتين، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، أما الإرببرازول فهو دواء نقي، وممتاز جدا، ولا يؤثر على هرمون الحليب.

إذا بجانب الزولفت – والذي يجب أن تصبري عليه – تناولي عقار إرببرازول، وهذا إن شاء الله تعالى يقضي تماما على أي نوع من الشكوك الظنانية، ونعرف تماما أن الإرببرازول أيضا دواء رائع من حيث كفاءته التدعيمية للأدوية الأخرى المضادة للوساوس والمخاوف والقلق.

أنا أعتقد أن تجاهل الفكر السلبي دائما مطلوب، وأن يكون الإنسان متفائلا فكريا وفي مشاعره، وأن يكون جادا في أفعاله، وهذا قطعا يتأتى من خلال حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت هي باب النجاح الآن، الذي يدير وقته بصورة جيدة يستطيع أن ينجح، فعلى سبيل المثال: تستطيعين الدراسة بصورة ممتازة، تستطيعين أن ترفهي عن نفسك بصورة جيدة، تستطيعين أداء عباداتك، تتواصلين اجتماعيا، تكونين جزءا فعالا في أسرتك ... فأرجو أن تحرصي على هذا الفن، فن حسن إدارة الوقت.

قطعا الإنسان حين يتخلص من الفراغ الذهني والفراغ الزمني تقل الوساوس لديه، لأن الوساوس والمخاوف أصلا تستحوذ على الإنسان في أوقات الفراغ.

حاولي أن تنامي ليلا نوما مبكرا؛ لأن النوم المبكر يجدد الطاقات، ويزيل عنك إن شاء الله التشويش خاصة في الصباح. وعليك بقراءة القرآن، قراءة القرآن تتطلب التدبر، وهذه أفضل وسيلة لإزالة اضطراب التركيز، يعني: يجب ألا نقرأ القرآن قراءة مطالعة سطحية ودون تركيز، لا، القرآن عظيم، ومن يتدبره يستمتع به حقيقة، القرآن نفسه يحسن التركيز، أخذا من قوله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.

أرجو أن تأخذي بهذه النصائح، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات