هل تؤجر صديقتي على ما أصابها من علاقة ليست شرعية؟

0 17

السؤال

السلام عليكم..

صديقة لي تقول: بأنها أحبت شخصا وتخلى عنها، وهي صابرة على ذلك منذ زمن، لا تريد أن يعود لها، ولا تريد أن تسامحه رغم أنها لا تريد الدخول في علاقة أخرى، فما جزاء صبرها على ذلك؟ وهل يمكن أن لا تسامحه ولا يتقابلا أمام الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
أولا: ينبغي أن تعلم هذه الأخت أن عليها مراعاة الأحكام الشرعية في تعاملها مع الرجال الأجانب، الشريعة الإسلامية جاءت بجملة من التوجيهات والآداب، ومقصودها من ذلك سد أبواب فتنة الرجال بالنساء، وقطع الطرق الموصلة إلى المخالفات والمعاصي.

من هذه التوجيهات منع المرأة من أن تنشأ علاقة مع رجل أجنبي عنها تتكلم معه بكلام يثير الشهوات مما فيه من اللين والخضوع وعبارات الحب ونحو ذلك، وقد قال الله سبحانه وتعالى لأطهر نساء هذه الأمة، وهن أمهات المؤمنين، زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

من هذه الأحكام: منع المرأة الأجنبية من وضع حجابها أمام الرجال غير المحارم، فقال سبحانه: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}، وكذلك الآيات في سورة النور.

من هذه الأحكام: تحريم خلوة المرأة برجل أجنبي عنها، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يلخون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان).

من هذه الأحكام: تحريم مس المرأة لرجل أجنبي عنها.

إذا تجنبت هذه الأخت كل هذه المحاذير ومع ذلك تعلق قلبها بشخص ثم تركها وصبرت هي على هذا القدر فإنها ستؤجر بإذن الله تعالى على صبرها، فهذه مصيبة من جملة المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا بما يؤذيه، والله تعالى يجزي الصابرين أجرهم بغير حساب.

قد جاء حديث خاص في مسألة العشق والحب والتعلق مع العفة، جاء في هذا الحديث: (من عشق فعف وكتم فمات فهو شهيد)، ولكن هذا الحديث أكثر العلماء يضعفونه، ولكنه بالجملة يبين أصل المعنى، وهو أن الإنسان - رجلا كان أو امرأة – إذا وقع في العشق ومع ذلك وقف عند حدود الله تعالى وعف وصبر على ذلك وتألم بسبب ذلك؛ فإنه ينال أجرا ومثوبة عند الله تعالى.

نحن نوصي هذه الأخت بأن تتقي الله تعالى وتقف عند حدوده، وسيجعل الله تعالى لها مخرجا ويرزقها من حيث لا تحتسب، ولا ينبغي لها أن تعطل حياتها بسبب ما حدث، بل ينبغي أن تفوض الأمور إلى ربها أن يختار لها الخير، فربما حرصت على شيء تظن أنه سعادتها وخيرها، والله تعالى يصرفه عنها لعلمه سبحانه بخلاف ذلك، وقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله أن يقدر لها الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات