وسواس الموت والهلع لا يفارق عقلي.

0 15

السؤال

السلام عليكم.

عمري 16 سنة، أعاني من الوسواس والخوف من الموت ونوبات الهلع، أشعر بضيق في التنفس والتعرق، وشيء عالق في حلقي، وإحساس بفقد السيطرة، وخوف من الموت، وتستمر هذه الحالة نصف ساعة ثم تختفي، ولكن فكرة أني سأموت في أية لحظة لا تفارق عقلي، حياتي كلها أصبحت تفكير في الموت.

ذهبت إلى صيدلية وصفت لي دواء PURMAG، أحسست بتحسن في الأيام الأولى، ثم رجعت الحالة، لا أستطيع النوم خوفا من عدم الاستيقاظ، عندما أستيقظ من النوم أستيقظ خائفا ومفزوعا، أشعر بألم في الصدر والمعدة، هل هناك علاج لحالتي؟ تعبت وأثر هذا المرض في دراستي، أريد حلا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الخياط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

نعم الذي يحدث لك هي نوبات فزع أو هلع أو هرع، وهذه النوبات تتميز بظهور قلق وخوف شديد جدا ينتاب الإنسان فيها للحظات التعرق وتسارع في ضربات القلب، أو الشعور بالغصة في الحلق، والخوف الشديد لدرجة أن الإنسان يحسب أنه على وشك الموت.

هذه ظاهرة نفسية، هي مزعجة لكنها ليست خطيرة أبدا، وكل المطلوب هو أن تتجاهلها بقدر المستطاع، وأن تمارس تمارين استرخاء بكثافة، هنالك تمارين للتنفس (الشهيق والزفير) المتدرج، هنالك تمارين لقبض العضلات وشدها ثم إرخائها، لو وجدت أخصائي نفسي ليدربك على هذه التمارين ستفيدك جدا، إذا لم تستطع الذهاب إلى المختص فيمكنك أن تستعين بالبرامج الموجودة على اليوتيوب لتتبع الإرشادات المطلوبة لتطبيق تمارين الاسترخاء حسب الأصول العلمية الصحيحة.

أضف إلى ذلك أن إسلام ويب لديها استشارة توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، رقمها (2136015) فيمكنك الرجوع إليها وتطبيق ما ورد بها.

طبعا نوبات الخوف والهلع دائما يتولد عنها وساوس أو ما نسميه بالوساوس التوقعية، أو القلق التوقعي، وأنت قد عبرت عن ذلك بصورة جلية، أنك عندما تستيقظ من النوم تستيقظ خائفا ومفزوعا، لأنك تتوقع هذه النوبات، وهذا نوع من الوسوسة ولا شك في ذلك.

ألم الصدر والمعدة ناتج من التقلصات والانقباضات العضلية في هذه المناطق من الجسم، والسبب في ذلك أن التوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم تأثرا هي عضلات الصدر والقولون والمعدة، لذا تمارين الاسترخاء نعتبرها علاجا أساسيا جدا لعلاج مثل هذه الظواهر، وقد أوضحت لك هذه الحقيقة.

أريدك أيضا أن تحاول أن تستفيد من الزمن وتتجنب الفراغ، تكون شابا ملتزما بصلاتك، ويكون لك ورد قرآني، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وعليك بالأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار الموظفة في اليوم والليلة -.

أنا أيضا أقول لك: ربما يكون من الأفضل إذا ذهبت إلى طبيب ليكتب لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، هنالك عقار يسمى (استالوبرام) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (سبرالكس)، من الأدوية المفيدة جدا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة. تبدأ بخمسة مليجرامات– أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات– تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم تتناول حبة واحدة يوميا (عشرة مليجرامات) لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الاستالوبرام دواء سليم، وممتاز، لكن لا تتناول أي علاج دوائي بدون إذن والديك، ودون أن تذهب إلى الطبيب.

المركب الذي وصفه لك الصيدلي وهو الـ (Purmag): هذا مركب يتكون من فيتامينات وأملاح المغنيزيوم. مع احترامي الشديد لرأي الصيدلي لا أعتقد أنه يفيدك كثيرا في علاج نوبات الهرع والفزع، وإن كنت أعرف أنه قد شاع بين الناس أن المغنيزيوم يفيد في هذه الحالات، لكن لا توجد أي أسانيد علمية أو بحثية تؤيد ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات