ماذا أفعل مع أبي العصبي الذي يسب الدين من حين لآخر؟

0 13

السؤال

السلام عليكم..

لدي أب عصبي وغير متفهم، وأحيانا يسب الدين، كان آخر ما فعله هو لعن الصلاة على الرغم من أنه يصلي ولايقطع صلاته، لقد حرت مع أبي وأخاف عليه من عذاب جهنم، ونحن أصلا نعاني من ظروف سيئة حتى في الدنيا، ماذا أفعل؟ فالأمور خرجت عن السيطرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ س.ه.ل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك السؤال والحرص على مصلحة الوالد، ونحيي خوفك عليه، ونسأل الله أن يهديه وأن يرزقك بره وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن الذي يحصل من الوالد يغضب الله قبل أن يغضبك ويغضبنا، ودورنا هو النصح، والإنسان إذا أراد أن ينصح للوالد لابد أن يتلطف في الكلام، يعني: (يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ...) كما فعل الخليل إبراهيم عليه السلام مع أبيه، ثم عليك أن تختار الوقت المناسب للنصح، ثم عليك أن تقدم بين يدي هذه النصائح صنوفا وألوانا من البر، واعلم أن الخطأ الذي يقع فيه والمعاصي التي يرتكبها لا تبيح لك العقوق؛ لأن الله يقول في حق الوالد: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم} قال: {فلا تطعهما}، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكنه قال بعدها: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}، فهو يظل والدا له من الحقوق التي شرعها الله تبارك وتعالى، وهي معلومة لأمثالك من الفضلاء.

وإذا كان الوالد لا يقبل منك فلا مانع من أن تطلب من أعمامك أو أخوالك أو الشيخ الذي يعرفه أو الناس الذين يقدرهم؛ حتى يقوموا هم بالنصح والتنبيه له، والأخذ على يده.

ومما يجب عليك أنت ومن حولك من إخوان وأفراد الأسرة أن تتجنبوا ما يغضب الوالد حتى لا يسب، حتى لا يلعن، لأننا إذا عرفنا أنه عصبي وأنه يفعل هذه الأشياء عندما يغضب فعلينا أن نتفادى أسباب غضبه، وهذا أيضا لون من البر بالنسبة له، واجتهد دائما كما قلنا في حسن البر له، حتى إذا وثق فيك يقبل كلامك ويقبل التوجيهات.

نحيي مرة أخرى حرصك على مصلحة الوالد، ونبشرك بأنك مأجور على هذا الضيق الذي يحصل معك عندما يعصي الوالد ربنا العظيم سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقر عينك وأعيننا بصلاحه وهدايته.

مواد ذات صلة

الاستشارات