أشعر بحرج شديد من الناس، وأشعر بأني أقل منهم!

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من مشكلة تضايقني كثيرا ولا أستطيع أن أركز في حياتي بسببها، أشعر بحرج شديد من الناس، ودائما أشعر بأني أقل منهم وأني ضعيف، وعندما أتحدث مع أحدهم مباشرة أتوتر وكلامي يصبح مرتبكا، ولا أستطيع التحدث جيدا، وأحيانا عقلي لا يستوعب الكلام من الآخرين ويكون غير قادر على إيجاد رد مناسب، ولكن عندما أتحدث مع أحد من خلال برامج المحادثات عبر الانترنت لا يحدث لي هذا إطلاقا، أتحدث بكل ثقة وأجد دائما الردود المناسبة، لا أعرف ما السبب.

أرجوكم انصحوني، ماذا أفعل، فأنا حقا تعبت من هذا الوضع، وشكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذه العلة النفسية البسيطة التي تعاني منها تسمى بـ (رهاب الأداء) أو بـ (رهاب اجتماعي) من الدرجة البسيطة، أي أن الإنسان عند المواجهات المباشرة يحس بشيء من الرهبة والاضطراب، لذا يجد نفسه مبعثر الأفكار وغير مركز، ويحاول أن يتجنب الموقف.

الحمد لله حالتك بسيطة ولا تدرج تحت أنواع الرهاب الاجتماعي الشديدة، والعلاج بسيط جدا أيضا.

أولا: أن تحقر هذه المشاعر السلبية.

ثانيا: أن تعرف أنك لست بأقل من الآخرين أبدا، الله تعالى حباك بكل شيء.

ثالثا: أن تلجأ وتلتزم بالواجبات الاجتماعية الواقعية التي هي أصلا موجودة في مجتمعنا ومفيدة. وأول شيء هو: أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك مثل كرة القدم.

رابعا: أن تطور من مقدرتك على أن تكون تعابير وجهك متوازنة جدا عندما تقابل الناس، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة. بجانب ذلك لا بد أن تكون نبرة صوتك متوازنة، ولا بد أن تكون حركة جسدك – خاصة لغة اليدين – لا بد أن تكون متوازنة.

هذه فنيات بسيطة جدا، وطبعا لا بد أن تكثر من الاطلاع واكتساب المعرفة، لأن المعرفة زاد أساسي ليجعل الإنسان يفرض ذاته في المواقف الاجتماعية.

جالس أسرتك، كن شخصا مشاركا في الأنشطة الأسرية، وبالنسبة للدراسة كن دائما في الصف الأول، هذا مهم جدا، الصلاة مع الجماعة هي من أعظم الوسائل التي تزيل الخوف والرهاب الاجتماعي، وذلك بجانب ما يجنيه الإنسان -إن شاء الله- من أجر عظيم، فاحرص عليها.

نظم وقتك، تنظيم الوقت مهم جدا، قم ببعض التمارين الاسترخائية، هنالك تمارين للتنفس – أي الشهيق والزفير – بصورة مرتبة وبطيئة، وهي مفيدة جدا، كما أنه توجد تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، توجد برامج ممتازة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

إذا تحقير فكرة الخوف، وإدراك بأنك لست أقل من الآخرين، ولا أحد يراقبك في المواقف الاجتماعية، وتطوير ذاتك من خلال الآليات التي ذكرتها لك. وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات