أتوتر من أيسر الأمور، ما السبب... والدواء؟

0 9

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 28 سنة، ملتزم بالصلاة -ولله الحمد-.
مشكلتي التوتر، أتوتر من أبسط الأشياء، وأتفه الأمور.

قبل عدة سنوات أصابتني حساسية بسبب دواء مسكن، ومن يومها إلى الآن وأنا أخاف أن أتناول أي نوع من الدواء، وعندما أذهب للطبيب ويعطيني إبرة أتعرق بصورة شديدة، وأبدأ أشعر بالحر الشديد، وأبدأ أشعر بالعطش الشديد، وطعم مرارة في فمي!

منذ فترة تمت سرقة سيارة لقريب لنا، وأنا الآن أخاف على سيارتي، وعند سماع أي صوت أذهب للنافذة فورا، ويبدأ قلبي يدق بشكل سريع جدا.

عند اتصالي مثلا بشركة الاتصالات لأستفسر منهم عن خدمة معينة خلال فترة الانتظار يبدأ قلبي يدق بسرعة، وأحس أن وجهي سيخرج منه الدم، مع أن في قرارة نفسي أقول ليس أمرا مهما سأستفسر عن أمر فقط.

صرت أنزعج من نفسي كثيرا، وأقوم بتأنيب نفسي كثيرا، وأحاول أن أقاوم هذه الأشياء لكن كل محاولاتي فشلت للأسف.

هناك أمور كثيرة جدا وهي تقريبا نفس الحالات التي ذكرتها سابقا، ولا يسعني ذكرها نظرا لوقتكم الثمين، فأرجو من الله أن يجعل حل مشكلتي على أيديكم، وتنالوا أجر إراحة مسلم من عنائه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yazeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: لديك استشارة سابقة بتاريخ 23/3/2019 رقمها (2404500) كنت تحدثت فيها عن أعراض كثيرة قد تكون مطابقة ومشابهة لأعراضك الحالية، وقد وجهنا لك الإرشاد اللازم.

الآن مشكلتك الأساسية هي أنك تعاني من درجة يسيرة مما نسميه بقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وكل الأعراض التي ذكرتها تدل على ذلك، فهنالك قلق، وهنالك بعض المخاوف، وهنالك وسوسة، مثلا: الخوف من أن تسرق سيارتك كما سرقت سيارة قريبك، هذه فكرة وسواسية ولا شك في ذلك، وفيه طبعا شيء من التخوف.

أنت لست مريضا، هذه مجرد ظاهرة، القلق والخوف وحتى الوسواس مطلوبة كطاقات نفسية مفيدة، لكن يجب أن تكون في الكم والكيف والحيز المتوسط الجيد، لأن القلق هو الذي يحفزنا من أجل أن ننجح، الخوف يحفزنا من أجل أن نحمي أنفسنا، والوسوسة تحفزنا وتقودنا من أجل أن نكون منتظمين ومنضبطين في أدائنا. لكن طبعا حين تزداد هذه الطاقات عن حدها تصبح مرضا.

أخي الكريم: أرجو أن تحقر الفكر السلبي، لا تناقش أي فكر وسواسي، أجلب لنفسك الطمأنينة من خلال ممارسة الرياضة، وبعض التمارين الاسترخائية، والصلاة في وقتها، أذكار الصباح والمساء، الورد القرآني اليومي، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وحاول أن تستغل وقتك بصورة صحيحة، لأن الذي يدير وقته بصورة صحيحة يوجه كل قلقه ومخاوفه وحتى وسواسه التوجيه الصحيح، تتحول من طاقات سلبية إلى طاقات إيجابية مفيدة، وأريدك أن تحرص على التواصل الاجتماعي، أيضا فيه خير كثير لك.

أخي الكريم: هنالك تمارين للاسترخاء دائما نوصي بها، تمارين شد العضلات وقبضها، ثم استرخائها، وكذلك تمارين التنفس التدرجي، مهمة جدا، فإذا وجدت من يدربك عليها من الأخصائيين النفسانيين فهذا أمر جيد، وإن لم تجد؛ فتوجد برامج على اليوتيوب كثيرة جدا توضح كيفية ممارسة التمارين الاسترخائية، وتطبيقها.

كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، توجد بها الإرشادات والتعليمات والتوجيهات الضرورية لممارسة تمارين الاسترخاء.

أضف إلى ذلك ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، أنت تحتاج لعقار (سبرالكس) بجرعة صغيرة، وتحتاج لدواء آخر يسمى (ديناكسيت) مضاد جيد جدا للقلق، تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين.

أما السبرالكس والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام) فتبدأ بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي تتناول خمسة مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

كلا الدواءين – السبرالكس والديناكسيت – من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية، والجرعات صغيرة وصغيرة جدا، وأسأل الله أن ينفعك بها.

إذا – أخي الكريم – يجب أن تطبق التوجيهات الإرشادية التي ذكرتها لك، وتتناول الدواء بالصورة والكيفية التي وصفتها لك، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات