بعد تناولي سيجارة أغمي عليّ وأصبت باضطرابات نفسية!

0 7

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب من سوريا، بدأت الحرب في بلدي، ولقد اضطررنا للخروج من سوريا، وخرجنا إلى تركيا أنا وعائلتي، وكنا نعيش حياة جميلة، أنا وأبي وأمي، ولكن بعد مرور سنة، والدي أصابه المرض، فأخذناه إلى طبيب نفسي، تم تشخيص حالته: أنه يعاني من اكتئاب حاد، ووصف له مضادات للاكتئاب، ولكن لم يستفد، بعدها وبمرور شهرين أنا وأخي عدنا من العمل إلى المنزل، والداتي أخبرتني أنه خرج ولم يعد منذ الصباح، منذ ذلك الوقت لا نعرف عنه أي خبر، ومرة صديقي ناداني وأخبرني أن آتي إليه كي نسهر، فذهبت إلى منزله فأشعل سيجارة، وكانت رائحتها غريبة بالنسبة لي، وبعد إلحاح من صديقي ألح علي بتجريبها، فدخنت منه نفسا واحدا بعدها أغمي علي، ونبضات قلبي زادت بسرعة، وكنت احتضر وبعدها نقلوني إلى مشفى، بعدها عدت إلى المنزل وبدأت تراودني أفكار وسواسية سوداء، وأرق، وانقطعت الشهية، وبعدها أخذوني إلى طبيب نفسي، تم تشخيص حالتي، ووصفه أنه القلق العام، ووصف لي دواء اسمه سيرترالين 50 mg وا zistat 15 تناولت لمدة أسبوعين ولم أشعر بتحسن، وبعدها بمرور الوقت أصبحت أحسن بكثير عن قبل، وسؤالي:

أنا قطعت الدواء بعد أخذه بسنتين، وبدأت أخففه تدريجيا، ولكن رجعت لي الحالة والأعراض نفسها، هل يمكن استعمل دواء لسنوات عدة؟ هل دواء سيرترالين هو دواء سليم؟

آسف على الإطالة، نسأل الله عزوجل أن يجعلها بميزان حسناتكم ولكم جزيل شكر مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ الوالد، وأن يجعل له ما هو خير، وقطعا الخروج من الوطن، والذهاب إلى مكان آخر كما حصل للإخوة في سوريا فيه الكثير من الصعاب، ولكن الحمد لله تعالى الناس بالتدريج وجدوا لأنفسهم موطئ قدم هنا وهناك، والإنسان بطبيعته يتكيف، فنسأل الله تعالى أن ترجعوا إلى بلادكم سالمين غانمين في أمن وأمان.

أيها الفاضل الكريم: الذي حدث لك بعد أن تناولت هذه السيجارة اللعينة – والتي أعتقد أنها حشيش في أغلب الظن – حدث لك إفراز لبعض المواد الدماغية مثل الدوبامين، وكان هذا الإفراز شديدا، ويظهر أن هذه السيجارة تحتوي على تركيز عال جدا من المادة النشطة الموجودة في المخدر، لذا كان تفاعلك معها بالصورة التي ذكرتها، وفي ذات الوقت هذه رحمة من الله بك، على الأقل أن تدرك تماما ضرر ومساوئ وسوء هذه الأشياء؛ فهذه التجربة حتى وإن كانت تجربة خاطئة لكنها مفيدة بالنسبة لك لتبعد نفسك تماما عن هذه الموبقات.

بالنسبة لما حدث لك من أعراض قلقية، وشيء من الهرع والوسوسة واضطراب النوم والشهية: هي جزء من الحالة النفسية التي دخلت فيها، وبما يكون أيضا هناك شيء من الاكتئاب البسيط، وهذه نعتبرها ظواهر نفسية أكثر مما هي أمراض نفسية حقيقية.

أخي الكريم: أرجو أن تكون إيجابيا في تفكيرك دائما، وفي مشاعرك وفي أفعالك، أنت الحمد لله تعالى في بدايات سن الشباب، لديك طاقات مختزنة، كلها إيجابية إن شاء الله تعالى، فاجتهد في إجادة اللغة، وبعد ذلك إن شاء الله تفتح أمامك أبواب العمل، وأبواب المزيد من الدراسة، وكل ما ترغب فيه.

وحاول أن تحرص وتلتزم بواجبات دينك، خاصة الصلاة في وقتها، والأذكار مهمة جدا، تشعر الإنسان الكثير من الأمان، وكذلك القرآن لابد أن يكون لك ورد يومي. بجانب ذلك لابد أن تمارس رياضة، أي رياضة: رياضة المشي، الجري، لعب كرة القدم، السباحة، أي نوع من الرياضة المتاحة سوف تساعدك كثيرا في إزالة القلق والتوتر، وترتقي إن شاء الله تعالى بصحتك النفسية.

بالنسبة للأدوية: طبعا الـ (سيرترالين) دواء رائع جدا، ودواء سليم جدا، حتى ولو تناولته لسنوات لا أرى إشكالا في ذلك، خاصة أن الجرعة التي تتناولها جرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراما فقط، حيث إن هذا الدواء يمكن أن يتم تناوله حتى مائتين مليجرام في اليوم – أي أربع حبات – لكنك قطعا لا تحتاج لهذه الجرعة.

فاستمر على السيرترالين لمدة عام مثلا، ثم بعد ذلك تقيم حالتك، ولابد أن تطبق التطبيقات السلوكية والاجتماعية الإيجابية، هذا يفيدك كثيرا.

الدواء الآخر وهو الـ (زيستات zistat) ليس له علاقة بالعلاجات النفسية، إنما هو دواء خافض للدهنيات مثل الكولسترول وكذلك الدهنيات الثلاثية؛ مما يعني أنه يحمي القلب وكذلك الشرايين، فهو دواء مهم لمن لديه ارتفاع في الدهنيات في الدم، وما دام ورد فيه (ستات) فهذا يعني أنه من مجموعة الاستاتين، وهي مجموعة من الأدوية بالفعل تستعمل لتخفيض الكولسترول والدهنيات الثلاثية.

فأرجو أخي الكريم أن تراجع طبيبك بخصوص هذا الدواء، ومن الواضح والأكيد أنه يجب أن تقوم بالفحوصات الدورية للدم لتتأكد من مستوى الدهنيات لديك، فلا تتوقف عنه، وتابع مع طبيبك بخصوصه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات