أمي تصرخ في وجهي في كل مرة أحتك بها مع عمي وأولاده!

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 18 سنة، أدرس في السنة الأخيرة من الثانوية، أريد أن أسشيركم بشأن أمر حصل بيني وبين أمي، منذ أيام جاءنا ابن عمي (وهو أصغر مني بسنة)، وطلب أن أساعده لفهم مسائل في مادة الرياضيات فساعدته بها، ولكن أمي كانت كلما أذهب إلى غرفتي تقول لي: اجعله يذهب إلى منزله بسرعة فهم عندما كنت تذهب إليهم عندما كنت صغير كانوا يتعاملون معك ببرودة.

أيضا تقول: إن عمي يكرهها، فكنت أقول لها -إن شاء الله-، وأحاول مساعدة ابن عمي بسرعة حتى يذهب، ولكن أمي لم تصبر، وطلبت منه أن يذهب إلى منزله، وقالت له: إنني ليس لدي وقت لمساعدته، فذهب وشعرت بإحراج كبير وقتها.

بعد أن ذهب بقيت أمي تصرخ في وجهي كل ذلك اليوم، وبقيت لا تكلمني مدة يومين، وأنا أخبرها بأهمية صلة الرحم في الإسلام، ولكنها لا ترد.

مرة أيضا التقيت عمي في الطريق وسلمت عليه، وأخبرت أمي بذلك، وقامت بالمثل أيضا، وتحاول أمي تهديدي برضاها، فتقول مثلا: (لن أرضى عنك إن استقبلت ابن عمك) وهكذا.

لذا لا أعرف ماذا أفعل! هل أقطع علاقتي بعمي وابنه، أم أخفي عن أمي مثل هذه الأمور؟ وأنا والله أحاول إرضاء أمي بجميع الطرق، فأنا دائما متفوق في دراستي، وشاب ملتزم.

أيضا في بعض الأحيان تخبرني أمي أن لا أذهب للدراسة مع أصدقائي كي لا أصاب بالعين من قبل أهاليهم، فهل هذا صحيح؟ مع أنني أقرأ أذكار الصباح والمساء والقرآن يوميا.

أرجو أن تفيدوني في هذه المسائل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ولدنا الحبيب في موقعك استشارات إسلام ويب، ونشكر لك حرصك على برك بأمك، فبرها فرض من الله تعالى، وقد أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه الكريم في آيات كثيرة، فزادك الله حرصا وهدى وصلاحا.

طاعة الوالد واجبة في غير معصية الله تعالى، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله)، وقطع الرحم من معصية الله تعالى، فأنت مصيب لتخوفك من قطع الرحم.

أمرها لك بعدم مساعدة ولد عمك ليس له ما يبرره شرعا، فالواجب طاعتها فيما تأمر به مما ليس فيه مضرة عليك وفيه مصلحة لها، أما منعك من فعل شيء من القربات والطاعات لا لمبرر ومسوغ فهذا لا يلزم طاعتها فيه، وإذا فعلت لن تكون عاصيا ولا عاقا، ولكن احرص كل الحرص على ألا تؤذيها ظاهرا وتدخل الحزن إلى قلبها، فهذا جزء من البر.

إذا أعنت ولد عمك أو تواصلت مع عمك أو زرتهم في بيتهم فاجعل ذلك خفية عنها إلى أن ييسر الله تعالى شرح قلبها ورجوعها عن هذا الموقف الذي لا يرضاه الله تعالى.

هذا هو الحل الشرعي المناسب لمثل حالتك، فتواصل مع عمك، وأد له الحق من صلة الرحم بما يتعارف عليه الناس في مجتمعك من الصلة، ولكن حاول إرضاء أمك بإخفاء ذلك عنها، مع دوام النصح بهدوء، وتوقير لأمك، وإصحاب هذا النصح بأنك حريص عليها وعلى مصلحتها وعلى أجرها عند الله ومنزلتها في الجنة، وتحقيق الثواب لها، ونحو ذلك من الكلام اللين الذي تستلين به قلبها.

أما ما ذكرته من منعها لك من الذهاب إلى أصدقائك كي لا تصاب بالعين: فهذا قد يكون له ما يسوغه وما يبرره، إذا كنت متفوقا جدا لافتا للنظر؛ فإن العين حق، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان عثمان ابن عفان – رضي الله تعالى عنه – يأمرهم بأن (يدسموا نونية طفل) والنونية هي الحفرة الصغيرة التي تظهر على الخد حين يبتسم الإنسان، فكان الطفل جميلا، فكان يأمرهم بتدسيم هذه النونية حتى يصرف نظر الاستحسان لصورته، فقد جاء في شرح السنة للبغوي أنه قال: وروي أن عثمان رأى صبيا مليحا، فقال: (دسموا نونته كيلا تصيبه العين)، فالأخذ بالأسباب لدفع العين أمر مشروع، فنرى أن تطيع والدتك في هذا، ولا تخالف أمرها، واحرص على مذاكرة دروسك في بيتك، وإذا احتجت إلى التواصل مع أصدقائك فيمكن أن تتواصل معهم بوسائل التواصل المتاحة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات