أعاني من أحلام مخيفة ووسواس الموت

0 11

السؤال

أعاني من وسواس الخوف بعد نوبة هلع مررت بها في أزمة كورونا في شهر مارس بعد فقداني الوعي بعض اللحظات.

منذ ذلك اليوم وأنا أعاني من أحلام مخيفة، ودائما أحس أني سأموت، وفي أحلامي أرى الأموات، أسألكم الحل والنصيحة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

طبعا قلق المخاوف موجود، وكثير من النساء لديهن تجارب مع المخاوف في المراحل الحياتية المختلفة، بعد جائحة الكورونا نلاحظ أن الوسوسة والمخاوف والقلق زاد لدى بعض الناس.

بالنسبة لك – أيتها الفاضلة الكريمة – نوبة الهلع هذه التي حدثت لك هي مجرد قلق نفسي حاد، يجب أن تفهمي أنها ليست خطيرة حتى وإن كانت مزعجة جدا.

أنت ذكرت أنك فقدت الوعي لبعض اللحظات؛ هذا مستغرب بعض الشيء، لا نشاهد ذلك في نوبات الهلع، قد يكون الإنسان في حالة تركيز جيد في أثناء نوبة الهلع، والبعض يحس بخفة شديدة في الرأس، لكن فقدان الوعي ليس أمرا معتادا، ولذا أنا أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيب لإجراء فحوصات طبية عامة، إن شاء الله كل أمورك الجسدية سوف تكون طيبة، لكن لا بد أن نتأكد من مستوى الدم لديك، هل لديك مثلا نقص في الدم أدى إلى فقدان الوعي للحظات؟، يجب أن تتأكدي من وظائف الكلى والكبد، مستوى الدهنيات، ومستوى فعالية الغدة الدرقية، وكذلك مقاس مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).

هذه الفحوصات فحوصات مهمة جدا، وإن شاء الله تعالى كلها تكون سليمة، ونوبات الهرع بالفعل تعطي شعورا للإنسان أنه سيموت، ويكون لديه الكثير من المشاغل الوسواسية التي تهيمن عليه حول الموت.

أيتها الفاضلة الكريمة: كما تعرفين وأنا متأكد أنك على قناعة كاملة، ومطلقة أن هذه مجرد مخاوف، غير مؤسسة، ويجب أن تحقري الفكرة تماما، الآجال بيد الله تعالى، ولا أحد يعرف حقيقة متى سيكون أجله، والإنسان يعمل بكل قوة في الحياة، ليعيش حياة طيبة، ليعيش فاعلة، والخوف من الموت لا يؤخر في أجل الإنسان ولا يقدمه، {ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا}، فأرجو أن تقومي بشيء من التمارين الذهنية التي من خلالها تحقري هذه الفكرة.

هنالك أشياء ضرورية، منها: عدم الكتمان، حيث إن الذين يميلون للكتمان وعدم التفريغ النفسي الداخلي يكونون عرضة لنوبات التوترات والهلع، كما أن ممارسة الرياضة – خاصة رياضة المشي – ستكون أمرا مفيدا لك. التفكير الإيجابي والانخراط في أعمالك المنزلية، والتواصل الاجتماعي، والحرص على واجباتك الدينية وواجباتك الزوجية، هذا كله فيه علاج، وفيه صرف انتباه أساسي.

طبقي تمارين الاسترخاء، هنالك برامج على الإنترنت واليوتيوب ممتازة جدا، توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وسوف أصف لك دواء ممتازا جدا، الدواء يسمى علميا (سيرترالين)، ويسمى علميا (زولفت) و(لوسترال)، تبدئي في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – وبعد عشرة أيام اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات