أصبت بالتصلب الجانبي، فهل سببه نفسي أم عضوي؟

0 15

السؤال

السلام عليكم..

عمري 16 سنة، أصبت بنوبة قلق في الليل، علما أن لدي وسواس الموت والخوف من الأحلام، وأصبحت يدي ضعيفة مع قدمي، فظهر أني مصابة بالتصلب الجانبي الضموري، ثم بعد ذلك أصيبت يدي وقدمي الأخرى بذلك، وصرت أعاني من ألم وتنميل، فهل ما أصابني نفسي أم عضوي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Bashar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

من الواضح أن الذي حدث لك هو نوع من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، ويعرف أن الخوف والوسوسة حول الموت كثيرة جدا، والإنسان يجب أن تكون له القناعة واليقين التام أن الأعمار والآجال بيد الله تعالى، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، وأن الخوف من الموت لا يأتي بالموت ولا يؤخر الموت، لكن لا شك ولا ريب أنه آت، قال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}.

فيجب أن تصحح مفاهيمك حول هذا الموضوع، وتعيش الحياة بقوة، تعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وتعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، تحافظ على صلاتك، تحافظ على أذكارك، تستمتع بحياتك، تمارس الرياضة، تجتهد في دراستك، تكون بارا بوالديك، تخرج مع أصدقائك وأصحابك، تكون لك آمال وطموحات، تكون بارا بكبار السن من أهلك أو غيرهم، ويجب أن تستمتع بحياتك – أيها الابن الفاضل - .

الوسوسة والمخاوف دائما تجد فرصة كبيرة جدا في الناس خاصة صغار السن من خلال الفراغ – الفراغ الزمني والفراغ الفكري، الفراغ المعرفي، الفراغ الديني – هذا كله يؤدي إلى هذه الوساوس، فأرجو أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة، ليتحول القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي. هذه هي نصيحتي الأولى لك، وأعتقد أنها نصيحة مهمة جدا.

الأمر الثاني: حقيقة آلمني كثيرا أنك ذكرت أنه حين ذكر عندك هذا الضعف البسيط في يدك وقدمك، وأنا أستطيع أن أقول أنه ذو منشأ نفسي، هذا يعرف بـ (العرض التحولي) أي: تحول القلق إلى عرض عضوي، وهذا أمر معروف لدينا. أنت ذهبت واطلعت – يظهر في الإنترنت – وشخصت نفسك أنك تعاني من (التصلب الجانبي الضموري)، هذا شيء خطأ جدا، أنت لا تعاني من هذه الحالة، ويجب ألا تشخص نفسك بهذه الكيفية أيها الابن الفاضل، وأنا أرى أنك من المفترض أن تذهب وتقابل طبيب، طبيب نفسي جيد، طبيب أعصاب، ليقوم بالفحوصات اللازمة حتى تقتنع أنك لا تعاني من هذا التشخيص.

إذا أنا أقول لك: فيما يظهر لي أنه ليس لديك أي حالة عضوية، أي أنك لا تعاني من أي مرض عضوي، هذه حالة من قلق المخاوف، وهي سهلة العلاج إذا اتبعت ما ذكرته لك من إرشاد، ويمكن للطبيب أيضا أن يكتب لك أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف، هنالك أدوية كثيرة جدا تناسب عمرك.

بالنسبة للأحلام أيها الفاضل الكريم: الإنسان يتعامل مع هذه الأحلام بأن يمارس الرياضة، هذا يقلل كثيرا من الأحلام المزعجة، وألا تأكل أي طعام دسم في وقت متأخر من الليل، وأن تحرص على أذكار النوم، وإن أتاك شيء من هذه الأحلام فهي حقا من الشيطان، يجب ألا تحكيها لأحد، يجب ألا تذكرها، واستعذ بالله تعالى من شرها، واتفل على شقك الأيسر ثلاث مرات، وسوف تنتهي تماما بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات