أعاني من تفكير كثير وقلق وتوتر وعدم تركيز.

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر ٢١ سنة، طالب بالفرقة الثالثة طب بيطري، أعمل بصيدلية بشري منذ عامين حتى أثناء الدراسة.

أعاني منذ صغري من قلق شديد وتفكير لا ينقطع، في أي شيء، وخصوصا الأحداث الأخيرة، وعدم تركيز في أي شيء، وزغللة في العين، وصداع في الجبهة، وشد عضلي بسيط.

كنت أعاني من التبول اللاإرادي أثناء النوم منذ الصغر حتى الثانية عشرة من العمر، وأعاني من تجنب للناس وانطوائية رغما عني، وأحيانا انتفاخ وألم في القولون.

كما أعاني من حزن وخوف، وأحس بكآبة دائما، وعدم الاستمتاع بالحياة، وأعاني من بلغم مستمر ينزل من الأنف من الخلف على الحلق وانسداد بالأنف، وأحيانا حكة بالأنف، وأخذت أدوية كثيرة جدا منذ الصغر لحساسية الأنف، ولكن دون تحسن.

أهم شيء عندي هو علاج هذه الإفرازات، وأعاني من انعزال عن الناس، وعدم رغبة في الحديث، وتأنيب ضمير مستمر، وجلد للذات، وعدم القدرة على مواجهة الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أولا: حقيقة لابد أن أشيد بما تقوم به من اجتهاد في الدراسة وكذلك العمل بالصيدلية، هذا يدل على أن كفاءتك النفسية الحمد لله ممتازة، لديك الدافعية، وهذا أمر لا بد أن نشيد به، فلا تقلل من قيمة ذاتك أبدا.

ثانيا: أنت لديك شيء من القلق التوتري الذي أدى إلى الأعراض التي ذكرتها، خاصة زغللة العيون والصداع وضعف التركيز في بعض الأحيان، وموضوع التبول اللاإرادي أحسب أن قد انقطع، والدواء الذي سوف نصفه لك إن شاء الله سوف يفيدك في هذا السياق.

ألم القولون: طبعا هذه علة نفسوجسدية، وأنا أعتقد أنه حتى الإفرازات الكثيرة التي تأتيك قد تكون هنالك حساسية، لكن الناحية القلقية النفسية قد زادت من هذا.

أيها الفاضل الكريم: إذا حالتك هي حالة قلق نفسي، مع شيء من الرهاب البسيط، وأعراض نفسوجسدية. نحن نحرص على التشخيص لأنه حقيقة حين يفهم الإنسان ما به هذا يعتبر نصف العلاج.

أنت إنسان منتج، إنسان فعال، إنسان إيجابي، فلا تقلل من قيمة ذاتك، هذه أول نصيحة أقولها لك.

ثانيا: حاول أن تنظم وقتك بقدر المستطاع، أن توفق ما بين العمل والدراسة، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة ليلا، أن تتجنب السهر، وأن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف تفيدك، رياضة المشي، رياضة الجري، ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، مهمة جدا، لأن الرياضة تقوي النفوس، تمتص الطاقات القلقية السالبة، والآن أصبحت الرياضة علاج لكثير من الأعراض.

احرص على الصلاة مع الجماعة، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وكن دائما إيجابيا في تفكيرك.

هذه هي الأشياء التي تحتاج لها، وأيضا احرص ألا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، الذي يقوم بواجباته الاجتماعية لا يمكن يأتيه رهاب اجتماعي، أن تلبي الدعوات، مثلا الأعراس، أن تقدم واجبات العزاء، أن تزور المرضى، أن تصل أصدقائك. هذه يا أخي نعمة عظيمة جدا، ومفيدة جدا، وتعالج كل الصعوبات من النوع الذي تحدثت عنه.

أنت محتاج لعلاج دوائي، وأظن أن الأدوية القديمة أفضل لك، عقار (تفرانيل) والذي يسمى (إمبرامين) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، تبدأ بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما يوميا، يمكن أن تتناول خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومساء، أو تجعلها جرعة واحدة خمسين مليجراما ليلا، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

يضاف إلى الإمبرامين عقار يعرف علميا باسم (سولبرايد) ويسمى تجاريا (دوجماتيل)، تتناوله بجرعة خمسين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

هي أدوية بسيطة، ومفيدة في حالتك، بالرغم من الأدوية القديمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات