أشكو من الهم والضيق والكرب وأتمنى الموت، فبماذا ترشدونني؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

أنا في هم، وضيق، وكرب، وتفكير قاتل، أتمنى الموت، وأدعو الله وأصلي وأقوم الليل، وأستغفر أكثر من 10 ألف مرة يوميا، وأدعو وأتحرى أوقات الاستجابة، أليس الله قال أنه لا يعذب المستغفرين؟ لماذا أنا أتعذب؟ لم أعد أحتمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاستغفار له فوائد عديدة، حيث قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)، وقال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)، والاستغفار سبب في استحقاق ونيل رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللـه لعلكم ترحمون).

ولكن الاستغفار إذا لم يلازمه العمل والسعي فلن تكون الفائدة المرجوة، فالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة فيها كثير من الحث على العمل والسعي، فالله سبحانه وتعالى دلنا على طريقي الخير والشر، وهدانا إلى طريقة الاختيار، إذا علينا التفكير ومعرفة الطريق الصحيح لنسير فيه.

- لا تشك الهم والغم والضيق، فالشكوى لا تغير شيئا من الناحية العملية بل على العكس تزيدك قلقا وتوترا، لذا حدد مشكلاتك بالضبط، من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية، وأي منها حله سوف يساهم في حل مشكلات أخرى، وابدأ بها واحدة تلو الأخرى، سواء كانت مشكلة مادية أو اجتماعية، ابحث عن حلول لا تبحث عن مبررات لوجود المشكلة.

- هل بعد أن فكرت وتمنيت الموت تغير شيء في حياتك؟ الجواب بالطبع "لا" إذا أنت لا تملك إلا السعي للتغيير، وهذا يتم بوقف التفكير السلبي والبدء بالتفكير الإيجابي في الحياة، فالتفكير السلبي يوقفك في مكانك دون حراك، ويجعلك تغوص في عالم من "السلبية" مما يجعلك تواجه صعوبات كبيرة جدا للرجوع إلى حياتك الطبيعية، لذا لا تجعل منغصات الحياة وهمومها تسيطر عليك، سوف تقول لي أنها تحاصرني ولا مفر منها، وأنا أقول لك تعامل معها، لا تهملها ولكن تعامل بطريقة عملية مبنية على إيجاد الحل.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات