تركت العادة السرية فتحسنت حالتي النفسية وبقيت بعض الأعراض!

0 9

السؤال

سابقا كنت أمارس العادة السرية بإفراط، وكنت لا أعلم بأنها تسبب أضرارا كثيرة، ومنذ عام ٢٠١١ انقلبت حياتي ١٨٠ درجة، وأصبحت أعاني من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، وأوجاع في الجسم، ووجع في الظهر، ووجع في العيون وصداع وأتعب بسرعة حتى عندما أقوم بعمل بسيط جدا، واضطراب في النوم، وأصبحت أعاني من إرهاق شديد، وأصبحت أعيش في عالم ثان.

بعدها زرت أطباء أعصاب، وأطباء باطنية، وقمت بعدة تحاليل، ونتيجة التحاليل كلها جيدة، مثل: تحليل الهيموغلوبين، وتحليل هرمون الغدة الدرقية، وتحليل السكر، وقالوا لي: صحتك جيدة، وهذه الأعراض نفسية، فقمت بزيارة أخصائي نفسي، فقال إنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، فأعطاني دواء مضادا للاكتئاب، فتناولته، وكانت نتيجة العلاج بسيطة جدا، فقام برفع الجرعة، فتناولت الدواء لعدة أشهر فقط، وكانت نتائجه بسيطة جدا، لم تعالج الأعراض بنسبة جيدة، فقمت بتركه نهائيا، وبعدها قمت أبحث في الانترنت حول الحالة، والأعراض التي أعاني منها، فتعرفت على موضوع العادة السرية، وأضرارها، وقرأت كثيرا حول العادة السرية، ولاحظت بعض الأطباء يقولون إنها هي السبب في مشكلتك، والبعض الآخر يقولون: لا، ليست هي سبب أعراضك ومشكلتك، فبعدها قررت تركها نهائيا، والحمد لله وبفضله تركتها نهائيا، والآن صار لي تقريبا ٦ سنوات تاركها بشكل نهائي، -والحمد لله- حالتي تحسنت كثيرا، وبعض الأعراض تحسنت بنسبة ١٠٠%، وبعضها بقيت بنسبة قليلة جدا، والحمد لله، وبفضله.

الآن أعاني من بعض الأعراض، وهذه الأعراض تحسنت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali3444 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: ذكرت أنك منذ تسع سنوات أو عشر سنوات تعاني من حالة اكتئابية مع رهاب ووساوس وقلق وأوجاع جسدية مختلفة، لا أريدك أن تعتبر أن حالتك معقدة، أو أنك تعاني من كل هذه الحالات التي ذكرتها، هذه الحالات النفسية متداخلة، فالرهاب والخوف والوسواس أساسها القلق، والقلق كثيرا ما يكون مرتبطا بشيء من الاكتئاب أو عسر المزاج.

حالتك -إن شاء الله- ليست صعبة، وقد أفلحت بحول الله وقوته وتوفيقه أنك قد توقفت من ممارسة العادة السرية، هي قطعا لها أضرار كثيرة على الصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية، وفي ذات الوقت مجرد الشعور بالذنب، ومحاسبة النفس بقسوة نسبة لهذه الممارسة أيضا له تبعات نفسية سلبية كبيرة.

الآن أنت الحمد لله تعالى قد انتصرت، وهذا انتصار باهر، وأسأل الله تعالى أن يوفقك، وأنا أؤكد لك أن الحياة فيها أشياء طيبة كثيرة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها.

الآن أنت تحتاج لأشياء بسيطة من أجل تطوير صحتك النفسية، أهمها: أن تحسن إدارة الوقت، وأن تتجنب الفراغ، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر، وتستيقظ مبكرا، وتبدأ يومك بصلاة الفجر، هذا خير عظيم، وتستفيد من فترة الصباح، وتجتهد في عملك، وتتجنب النوم النهاري، وتكون حريصا جدا على ممارسة الرياضة، الرياضة وبانتظام في ممارستها تعتبر علاجا أساسيا في حالتك بالنسبة لأعراضك النفسية والجسدية.

أيضا حين تتواصل اجتماعيا، وتلتزم بالواجبات الاجتماعية (كمشاركة الناس في مناسباتهم، الزيارات الإيجابية للأصدقاء وللأرحام، المشاركة في الأفراح، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، ممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء)، هذه كلها علاجات مهمة وضرورية جدا، فأرجو أن تجعلها كنمط في حياتك، وحاول أن تطور نفسك أيضا فيما يتعلق بمساق العمل، فالإنسان الذي ينتج ويحب عمله ويطور نفسه يجد في ذلك ارتياحا والراحة النفسية الإيجابية.

أخي: مهم جدا أن تكثر من التواصل الاجتماعي للتخلص من الوسواس والخوف الاجتماعي، احرص على الصلاة مع الجماعة، وكما ذكرت لك لا بد أن تشارك الناس في مناسباتهم.

أنا سأصف لك دواء بسيطا جدا مضادا للقلق، الدواء يسمى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما في الصباح، أي كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة كبسولتين – كبسولة صباحا وكبسولة مساء – لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هو دواء بسيط جدا، والجرعة صغيرة، وهو سليم، -وإن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرا في التغلب على القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات