أشعر أني خائن لزوجتي بسبب علاقتي بفتاة.. فهل أتزوجها؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوج، وأحب فتاة منذ عشر سنوات ولم أتزوجها، وتزوجت من زوجتي الحالية، وما زلت على علاقة بهذه الفتاة، هل من الممكن أتزوج بها دون أن أجرح مشاعر زوجتي؟ وكيف أعدل بينهما؟ وأخاف أن أميل إلى إحداهن، حاولت الابتعاد عن الفتاة ولكني لا أقدر أن أبتعد عنها وأرجع، وزوجتي تشعر بأن هناك شيئا ما، ولا أريد أن أجرح مشاعرها.

كيف أترك الفتاة بعد علاقة عشر سنوات، وهي لم تتزوج إلى الآن، انتظارا منها أن أتقدم لها، أو أطلق زوجتي الحالية، فماذا أفعل؟

أشعر أني خائن لزوجتي، وفي نفس الوقت أشعر أني ظلمت الفتاة لمدة عشر سنين، ولا أستطيع البعد عنها، ولا يمكنني تطليق زوجتي الحالية؛ لأنها أم أولادي، ولا أريد أذيتها؛ فهي ليس لها أي ذنب، فهل هناك حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أرجو أن تعلم أن هذا الوضع لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، ولعلك تشعر بهذا، وهذا هو الذي دفعك للسؤال، والإثم ما حاك في صدرك وتلجلج فيه، وعليه: لا بد من حسم هذا الأمر، فإما أن تتزوج من الفتاة المذكورة على كتاب الله وعلى سنة رسوله، وإما أن تتوقف وتقطع تواصلك بها تماما.

أرجو أن توقف العلاقة في كل الأحوال حتى تصححها؛ لأن هذا التواصل لا يجوز من الناحية الشرعية مهما كانت الأسباب، ومهما كانت الدوافع.

الإسلام لا يقبل بأي تواصل بين رجل وامرأة إلا في إطار المحرمية أو في إطار الحياة الزوجية، إما أن تكون زوجة أو تكون عمة أو تكون خالة، يعني محارم، غير ذلك لا يمكن أن يقبل هذا التواصل.

لا شك أن هذا التواصل يلحق الضرر بالطرفين، يلحق الضرر بك وبالفتاة؛ لأنه ليس له غطاء شرعي، فينبغي أن تكون الأمور أمامكم واضحة.

نحن نقدر صعوبة الأمر، لكن الأصعب والأخطر والمخيف من الناحية الشرعية هو الاستمرار في علاقة بالطريقة المذكورة، وعليه: أرجو أن تحسم الأمر، وتختار الخيار الذي يناسبك، وتكون واضحا مع الفتاة، تنصح لنفسك وتنصح لها، وأنتم بحاجة إلى توبة نصوح مما حصل من التجاوزات، كل هذا التواصل منذ عشر سنوات عبارة عن تجاوزات لا تقبل من الناحية الشرعية، والإسلام لا يرضى بأي علاقة – كما قلنا – إلا في إطار المحرمية أو في إطار الحياة الزوجية، وغير ذلك لا يمكن أن تقبل العلاقة.

لذلك أرجو أن تتوقف فورا، ثم بعد ذلك تفكر، وإذا أردت أن تصحح فعليك أن تتوب، وعلى الفتاة المذكورة أن تتوب، ثم بعد ذلك إذا أردت الزواج بها فعليك أن تأتي دارها من الباب، وتطلبها من أهلها الأحباب، إن أردت أن تخوض هذه التجربة، وإلا فينبغي ألا تخدع الفتاة، ولا تجعلها تجري وراء السراب، ولا تفعل معها ما لا نرضاه لبناتنا أو لأخواتنا أو لعماتنا أو لخالاتنا.

نسأل الله أن يهديك للخير، وأن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نحن سعداء لأنك لم ترض أن تطلق هذه لتأتي بالثانية، فليس من الصحيح أن يهدم الإنسان بيتا ليبني آخر، وقد أحسنت فلا دخل لها في هذا الذي حصل منك، بل هو تجاوز شرعي يحتاج إلى أن تتوب منه، ثم تصحح الوضع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات